🌾 زادُ المُبَـلّـغـيـن 🌾

#الليلة_العاشرة
Канал
Логотип телеграм канала 🌾 زادُ المُبَـلّـغـيـن 🌾
@ZADCOMПродвигать
2,93 тыс.
подписчиков
17 тыс.
фото
1,15 тыс.
видео
5,26 тыс.
ссылок
للمحاضرات ومجالس السيرة الحسينية والمواعظ المفيدة تفضلوا بزيارة قناتنا الأولى المخصصة للأشعار ☀ منبريّون حسينيّون ☀ @MINBARIYOON للتواصل: @MINBARIYOON3bot
К первому сообщению
📚 زادُ المُبَـلّـغـيـن 📚

#الأخلاق_الإسلامية
#زاد_عاشوراء #الليلة_العاشرة
#المحاضرة_الثانية
الصبر
_________________________


←الهدف:

بيان أهمّيّة الصبر وآثاره وضرورة التحلّي به وعدم استعجال النتائج.

←تصدير الموضوع:

فيما جاء من رواية عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام: "... الصبر يعقب خيراً فاصبروا ووطّنوا أنفسكم على الصبر تؤجروا" .


←مقدّمة:

الصبر حكمةٌ وثمرة
إنّ الإنسان في هذه الدنيا معرّض للبلاءات، وللاختبارات والامتحانات ومن ثوابت التجربة الإنسانيّة أن مواجهة ذلك كلّه له عدّته الملائمة والمناسبة لرفع سوءته وجلب خيره، وسواءٌ كان ما يبتلى فيه الإنسان محبوباً أو مكروهاً فلا بدّ له لإصابة وجه الخير والحسن فيه من عدّة، ورأس العدد كلّ العدد وقوام أي عدّة هو الصبر, فإنّ الله يكشف عن سنّة عامّة بقوله: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ﴾ . ولكنّه تعالى يقول إنّ هذه المعاناة مفتاح لشيء شديد الحسن والجمال والقيمة وهو لخاصّة هم الصابرون فأتمّ قوله الآنف: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ .

فالحكمة من سنّة الابتلاء والبلاء هو الصبر، أضف إلى كونه الثمرة المرجوّ حصولها في نفوس المؤمنين جرّاء مكابدة المشاق والمتاعب والآلام, والتعوّد على تحمّلها ومواجهتها بثبات وصمود. فإن كان الإنسان في وجوده الدنيويّ لا ينقل وجوده هذا عن احتمال تعرّضه في كلّ آن إلى المصائب والبلاءات كالأمراض وذهاب الأموال وخسارتها أو تعرّضها للتلف أو فقد الأعزّة والأحباب، أو أن يتسلّط عليه من الظلمة من يفقده
الأمان والشعور به أو غير ذلك ممّا لا يكون في الحسبان عنده, فإنّه لا بدّ له من الصبر عدّة وسلاماً ودرعاً ووقاءً في مواجهة الدهر وعواديه.


←محاور الموضوع

1- معنى الصبر:
عُرّف الصبر بتعاريف كثيرة وشرح بشروح مختلفة منها: "أنّه كفّ النفس عن الجزع أو امتناعها عن الشكوى"، والحقيقة أنّ معنى الصبر من الأمور الواضحة عند العرف والتي لا يشتبه فيها, وهو ضدّ الشكاية والجزع, ومعناه وجود قوّة تحمّل عند الإنسان وثباته عندما يواجه المصاعب والمتاعب والبلاءات، بحيث لا يضطرب ولا يتزلزل ولا يفقد الاتّزان بل يبقى متماسكاً صامداً مقاوماً حتّى تنتهي المحن ونزول الصعوبات, وينفتح باب الفرج ويكتب له النّصر والفوز والفلاح والنجاح.

فليس الصبر قيمة سلبيّة تعني الخضوع والخنوع وقبول وتحمّل الشقاء والذلّة والاستسلام بل هو تحمّل إيجابيّ للمعاناة المترتّبة على المواجهة إمّا مع النفس أو مع الأعداء أو مع الظروف والحوادث ذات الطبيعة المرّة والمؤلمة، بمعنى أن لا ينهار الإنسان ويستسلم لتدوسه عجلات الواقع السيّء متعلّلاً بالعجز لأنّ

"العجز آفة" أو لتطأه نعال المحتلّين والظالمين أو يتردّى في سلاسل أغلال النفس الأمّارة فيمكث دهره في عبوديّتها ليحشر يوم القيامة وفي عنقه السلسلة التي ذرعها سبعون ذراعاً.

2- ثمار الصبر في الدنيا:
إنّ للصبر آثاراً جمّة ولذا نرى العقلاء في طول المسيرة البشريّة- ومهما كانت توجّهاتهم الذكريّة والدينيّة - يمدحون هذه الصفة والمتحلّين بها ويحثّون عليها.

فالصبر أحد أهمّ مقوّيات الإرادة والعزم، ويعين الإنسان على ترويض نفسه في عمليّة بنائها وتكاملها، ولذا فهو مفتاح أبواب السعادات, ووسيلة لرقي الإنسان وتطوّره, فالذي يريد المقامات العلميّة لا بدّ له من الصبر ولذا ورد أنّه: "من لم يصبر على ذلّ التعلّم ساعة بقي في ذلّ الجهل إلى قيام الساعة" .

والصبر يهوّن الصعاب ويعين الإنسان على تجاوز المحن والمصائب ويهوّنها ويمنح الإنسان القدرة على التماسك وعدم السقوط والتزلزل والاضطراب بحيث يستطيع امتلاك القدرة على الفعل والمواجهة، والصبر كذلك يصون حريّة الإنسان وعزّته, فبالصبر عن المعصية لا تستذلّه الأهواء والشهوات والمطامع فيلج منه إلى التقوى، وبالصبر على البلايا يترقّى إلى

مقامات كالرضا بالقضاء، وبالصبر على الطاعة يمكن أن يجد حلاوة العبادة فيستأنس بها ليرقى بعدها إلى الاستيناس بالمعبود.

وبالصبر على مخاوف المواجهة والحرب تحصل الشجاعة فالإقدام يكون النصر ولذا كان: "النصر صبر ساعة" .

ويكفي لمعرفة مقام وأثر الصبر أنّه وسيلة للإصطفاء الإلهيّ فقد قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ , فالإمامة منصب يشكّل الصبر أحد أسباب استحقاقها. بل إنّ الصبر وسيلة لاستدرار المدد الغيبيّ: ﴿بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ﴾ .

وكذلك فإنّ من ثمار الصبر هو المعيّة الإلهيّة: ﴿وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ .

3- ثواب الصبر:
لقد ورد أنّ هناك باباً من أبواب الجنّة هو باب الصابرين يدخلون منه، ويكفي في ذلك أنّ الصابرين يدخلون الجنّة بلا حساب فهم معفون من المساءلة والمداقّة في الحساب وقد قال تعالى:
📚 زادُ المُبَـلّـغـيـن 📚

#الأخلاق_الإسلامية
#زاد_عاشوراء #الليلة_العاشرة
#المحاضرة_الأولى
قسوة القلوب
___________________________


←الهدف:

بيان خطورة قسوة القلب وأسبابها وطرق علاجها.


←تصدير الموضوع:

في الحديث القدسيّ: "يا موسى لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك والقاسي القلب منّي بعيد"1.


←مقدّمة:

محرّم ومطر الرحمة للقلوب:
إنّ الله تعالى قد أودع في الإنسان جوهرة جعلها بيته الحقيقيّ: "لا يسعني أرضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن"2.

وأمرنا بعمارة هذا البيت وتطهير من رجس الشيطان ليكون لائقاً بصاحبه وسيّده.

عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا وإنّ لله أواني في أرضه، وهي القلوب وأحبّ الأواني إلى الله أصفاها وأصلبها وأرقّها..."3.

وثمّة صفات أرشدنا إليها دليل الخير النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ليكون القلب محبوباً لله وهي الصافية من الذنوب والصلبة في الدين والرقيقة على الإخوان.

فالرقّة التي هي مقابل الغلظة والقسوة تجعل القلب محلّ عناية خالقه لصيرورته بها محبوباً عنده تعالى للقلوب كما جاء عن باقر العلوم عليه السلام: "إنّ لله عقوبات في القلوب والأبدان، ضنك في المعيشة ووهن في العبادة، وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب"4.
ولأنّ الله لطيف بعباده ومن موقع ربوبيّته للنفوس والقلوب متداركاً ما يوجب في القلوب قسوتها والمعبّر عنه بطول الأمد: ﴿فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ﴾5.

إذ أنّ انقطاع القلوب عن مصدر الرحمة يؤدّي إلى قسوتها وجفافها تلطف بحسن التدبير, وجعل مواسم لمطر الرحمة الإلهيّة ينزلها على القلوب لتلين وتهتزّ وتنبت وتزهر وتثمر، فمحرّم كما أشهر النور مواسم ينبغي اغتنامها للتعرّض لهذه الرحمة والنعمة الإلهيّة العظمى.


←محاور الموضوع:

معنى قسوة القلوب:
قبل الحديث عن أسباب قسوة القلوب لا بدّ من القول أنّ معنى كون قلب الإنسان قاسياً هو كونه صلباً لا يتفاعل مع ما يوجب الرقّة واللين, فهو لا يخشع بين يدي الله تعالى ولا يعطف على أصحاب الآلام ولا يحنّ على الفقراء ولا يرأف بأحوال الضعفاء ولا يرقّ لمصاب ذوي المصائب, فالقاسي من القلوب هو ما لا يخشع لحقّ ولا يتأثّر برحمة، وإنّ من أبرز ذلك ونحن في عاشوراء الحسين عليه السلام هو عدم تفاعله وتأثّره بمصائب أهل بيت النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.

ولنا أن نعبّر بطريقة أخرى, وهي أنّ القلب كالأرض كلّما قلّ الماء فيها وجفّ ولم تتلقّ مطر السماء صلبت وقست، وإنّ الماء الذي يلين القلوب ويجعلها قابلة للإنبات والصلاح للزرع هو الرحمة. فالقلب القاسي هو القلب الذي جفّت فيه ونضبت منه ينابيع الرحمة ولم يتلقّ مطر الرحمة النازل من الله تعالى من خلال مواسم الرحمة ومجالس الرحمة ومواطن الرحمة ومنها مجالس عاشوراء, في الحديث القدسيّ: "القاسي القلب منّي بعيد"6.

أسباب قسوة القلوب:
هناك أسباب كثيرة لقسوة القلب ذكرت في القرآن الكريم وكذلك في أحاديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام ومن ذلك:
1- ترك العبادة:
إنّ مراودة العبادة هي مراودة لباب الرحمن الرحيم والتي من جملة آثارها أن يكسى الإنسان من حلل الله تعالى هداية, فالعبادة باب لتلقّي العناية الإلهيّة, فزائر العطّار يعود من عنده برائحة عطرة يجدها هو ومن يمرّ به، والمقبل على الله بالعبادة لا بدّ أن يعود من عنده فهو الرحمن الرحيم بشيء من الرحمة.
إضافة إلى أنّ العبادة من آثارها التواضع لأنّها تذلّل بين يدي الله تعالى فبالتالي فإنّ التذلّل يفضي إلى إيقاظ الرحمة في القلب, وعن أثر ترك العبادة على القلب جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ترك العبادة يقسّي القلب، وترك الذكر يميت النفس"7.

2- طول الأمل ونسيان الآخرة:
فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "من يأمل أن يعيش غداً فإنّه يأمل أن يعيش أبداً ومن يأمل أن يعيش أبداً يقسو قلبه ويرغب في الدنيا ويزهد في الذي وعده ربّه تبارك وتعالى"8.

ويمكن أن يستفاد إضافة إلى طول الأمل أنّ نسيان الإنسان الموت والقبر والآخرة جميعها من موجبات قسوة القلب.

3- كثرة الذنوب:
عن الإمام عليّ عليه السلام: "ما جفّت الدموع إلّا لقسوة القلوب وما قست القلوب إلّا لكثرة الذنوب"9.
حيث إنّ آثار الذنوب التي ذكرت أنّها تترك على صفحة القلب آثاراً سمّاها القرآن الرين ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾10.

فإذا تراكم الرين نتيجة الإكثار من الذنوب وعدم معالجته بالتوبة والاستغفار أدّى ذلك إلى قسوة القلوب، ومن أهمّ ما يؤدّي إلى قسوة القلب من الذنوب استماع الغناء والموسيقى المحرّمة.

4- الثرثرة وكثرة الكلام بغير ذكر الله:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب، إنّ أبعد النّاس من الله القلب القاسي"11.
لقد ذكرت بعض الروايات خريطة عجيبة تؤدّي إلى الهلاك الأبديّ وأوّل هذه الخريطة كثرة الك