في فلسطينَ يولدُ الطّفل مقاومًا، يكبُر بفكرٍ مسلّحٍ لقتالِ عدوٍّ استعمرَ أرضَه مُذ وُلِد، فيقومُ الشّباب المُقاومُ ليقاتل ويناضل ليدحَر المحتلّ جنودًا ومستوطنين، وليؤكّد له أن لا أمانَ لوجوده في أرضنا المُحتَلّة.
البارحة، كانت عمليّة الأغوار، واليوم وغدًا وبعد غد، عمليّاتٌ كثيرةٌ يقومُ بها الشباب المقاومُ في فلسطين، من الضفة والقدس يبعثُ المقاومُ رسالةً إلى دماء الشّهداءِ في قطاع غزّة، أنّ الدّم واحد، والمقاومةَ واحدة، وأنّ النّضالَ مزروعٌ في قلوبِ كلّ الشباب المقاومين.
عمليّات إطلاقِ نارٍ تذكّر المحتلّ أنّ "أمنَهُ" وهمٌ في وهم، وخاتمةُ كيانه زوالٌ في زوال، وأنّ المقاومةَ لهِيَ المنتصرة، وأنّ خاتمةَ المعركةِ انتصارٌ جليٌّ لأهلها، وهزيمةٌ للعدوّ وداعميه.
مشاهدُ تقشعرّ لها الأبدان، أشلاء في كلّ مكان، أجساد مقطّعة، صراخ يصل صداه لآذان البلاد العربيّة، نيرانٌ تضيء ليلَ غزّة، وصلاةُ فجرٍ حلّقَت مباشرةً نحوَ السّماء.
تعبَ الغزّيّون من القول "نحنُ نُذبَح يا عالم!"، تعبوا من مناداةِ بلادٍ عربيّةٍ لا تسمعُ ولا تعي حجمَ الكارثة، تعبوا من الموتِ المكثّفِ على وسائدهم كلّ يومٍ في مراكز إيوائهم الّتي يدّعي المحتلّ أنّها "آمنة"!
هؤلاءِ ذُبحوا البارحة في مدرسةٍ تؤويهم، أشلاءٌ بقيَت داخل أكياس لأنّ الأسماء والملامح والهُويّات مجهولة، وجوهٌ لم يعرفها أحد، ودماءٌ لوّنَت الأرض.
غزّة تُذبح كلّ يومٍ على مائدةٍ إسرائيليّةٍ-أميركيّةٍ والعالم يتظاهرُ بعدمِ الرّؤية، أوَيحتاجُ دمٌ بهذا الوضوحِ إلى معجمٍ كي يفسّره!!