تتضارب الأخبار الآن حول مصير سماحة السيد حسن نصر الله..
القناة 12 الإسرائيلية تصر على أن العملية نجحت .. ونتنياهو يقول (انتظروا).
في المقابل شخصيات مقربة من حزب الله تؤكد أن السيد بخير .. رغم الصمت المخيف لحزب الله.
وكل الاحتمالات مفتوحة ..
ربما سماحته قد نال الشهادة .. ويصبح الصباح لنرى حزب الله ينعاه.
وربما مازال حياً وبخير .. وينتظر الحزب تجهيز رده الكبير على الضربة .. ليعلن بالتزامن معها نجاة السيد فيكون الأثر المعنوي للضربة مضاعفاً في الاتجاهين.
بكل الأحوال اسمحو لي ببعض الفضفضة من قلبي المتخم بالهموم مثل قلوبكم:
كان عمري يوم اغتيال السيد محمد باقر الحكيم 21 سنة .. أي أنني كنت في قمة العنفوان والحماسة .. والتعلق بهذا السيد الكبير ..
كنت عاشقاً للسيد وأراه يمثل كرامة المذهب كله وقدرته .. لذا صارت الدنيا سوداء بعيني .. وشعرت بفراغ لم أذق مثل مرارته في حياتي .. وسألت نفسي ما معنى العمل الديني بدون السيد ؟ وأي لذة ستبقى فيه ؟ وأي قيمة لما نقول ونعمل بعد اليوم؟
لكني بمرور الوقت بدأت استذكر تاريخ المذهب كله .. فكان خيرة أصحاب أئمتنا ذاقوا مرارة فقد المعصوم ..
لقد تمسكت بفكرة وجود صاحب الزمان بكل وجودي .. وقلت مصبراً نفسي (ماذا لو رآك الآن وعاتبك .. لماذا تنهار وأنا موجود ؟ أليست القيمة الحقيقية للعمل والخدمة بوجودي أنا ) ؟
ولا أخفيكم أن عملية تجديد الشعور .. وإصلاح الأضرار النفسية .. أخذت وقتاً صعباً بعد فراق ذلك الثغر الباسم .. والأب الكبير .. لكني في النهاية نجحت في العودة لنفس المستوى من الثقة والعنفوان والحماس في عملي.
أيها الإخوة .. نحن نصبح ونمسي كل يوم .. وننام ونستيقظ على احتماليات مخيفة أو مزعجة في حياتنا ..
مثلاً .. رحيل السيد السيستاني دام ظله ..
مثلاً .. اغتيال السيد حسن نصر الله ..
مثلاً .. ضربة صاروخية مجنونة لإحدى عتباتنا المقدسة ..
كل هذه الأمور واردة .. مثلما ترد احتماليات خطيرة في حياة كل فرد منا.
فهل يجب أن ننهار ؟
أتوقع أن كبار العمر الذين فقدوا أحبتهم وتعرضوا لصدمات كبيرة في الحياة قد تجاوزوا مرحلة الانهيار ..
بالنسبة لي رغم الأذى النفسي الشديد الذي أصابني باغتيال الشهيدين سليماني والمهندس .. وأنا مقبل على الأربعين .. ولكنه لا يقارن بتسونامي المعنويات الذي ضربني باغتيال السيد الحكيم وأنا في سن العشرين.
فيا شبابنا .. أنتم أيتام آل محمد .. واليتيم ينتظر أباه .. وفي مدة انتظاره سيتعرض للكثير من الظلم .. والأذى .. وحتى نصل إلى ذلك اليوم الإلهي .. وتكتحل عيوننا برؤية إمامنا الغائب .. فتوقعوا حتى ذلك الحين الكثير من الجراح ..
وهنيئاً لمن يصل إلى النهاية .. ولم تظهر عليه آثار الانكسار والاستسلام.
وكونوا عند مستوى وصية أميرنا علي عليه السلام (تزول الجبال ولا تزل، عض على ناجذك، أعر الله جمجمتك، تد في الأرض قدمك، ارم ببصرك أقصى القوم، وغض بصرك، واعلم أن النصر من عند الله سبحانه)
https://t.center/AiliaEmame1185