"صدمنِي مرّةً تصرّفٌ أنانيٌّ من شخصٍ لم أتوقع منهُ أن يكونَ أنانيًّا إلى الحدّ الذي ظهرَ منه؛ ولاحظَ أحدُ من حولي صدمتِي، فقالَ لي بنبرةٍ هادئة: "لا بأس، نفوسٌ بشريّة.."
كان كلامه في سياقِ إقناعي بتفهم الأمر واستيعابه والتعاملِ معه بسعة صدر، فالنفس البشرية ضعيفة، هشة، وقابلة للسقوط.
منذ ذلك الموقف وإلى الآن؛ كلما واجهتُ ما يكشفُ الجانب السيئ من نفوسِ البشر، تحاشيتُ الصدمةَ باستحضار عبارتهِ التي لم أنسها:
أكثروا من الاستغفار ؛ فإنَّه حجابٌ من النَّار ، به ينجو العبد من لظاها ، ويتباعد عن سناها ، رُبَّ استغفارةٍ أُجيب صاحبها في دعائه بها ؛ فذهبت بسيئاته كلِّها ، فاستغفروا إن ربَّكم كان غفَّارًا.