لا، استطيع أن اتنفس جيدا، لكني مرغم على الصمت، ورئتيّ تعودتا على الهدوء والكون عاصفة لا تتوقف، يرعبني الواقع إن فكرت به كثيرا فهو لحظة لا تنتهي، تمزق القلب لأشلاء وتعود لترممه بنفس مقدار اللحظة، تجعل من الإنسان كريما أو وضيعا هي ذاتها لحظة، يرعبني كونها لحظة لا تتأخر عن ميعادها ابدا... الكل مرغم على الإستماع، كل يستمع لما تميل له نفسه، بت لا استطيع أن اتنفس، لا الجو مغبر ولا رائحة كبريت، بل ازداد عدد الأحلام الضائعة...
لدي رغبة كبيرة في الكتابة، ولأني أعلم مصير البطل أتردد كثيرا، فالابطال يموتون في آخر القصص، من يبقى على قيد الحياة سيهمش بعنف، كل الابطال ماتوا حتى أولئك الذين على قيد الحياة..
لا نقول الا مايرضي الله علينا، فالحمد لله الذي لا إله إلا هو، حمدا يليق بجلاله وجماله، حمدا ينجينا من الفتن ماظهر منها وما بطن، حمدا يشفع لنا عند ذي الجلال والإكرام، حمدا يملأ أرواحنا وقلوبنا بالخير كله عافية وسكينة واطمئنان، حمدا يرفع لنا الدرجات عند ذي العرش العظيم، حمدا يكفينا به عمن سواه جل جلاله وعم نواله، حمدا لا ينقطع ولا يقل بعدد كل ماهو معدود من معلوم ومجهول، حمدا يكفينا به الله عمن سواه فهو الخالق سبحانه، حمدا يملأ أيامنا واوقاتنا وانفسنا رزقا من عند الكريم الرحيم، فالحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده.
ابليس الحقيقي هي النفس الأمارة بالسوء، التي تضع كل الأسباب على الوسوسات، والنفس باستطاعتها ان تقود ذاتها لبر الأمان لكنها تكابر، مثلما كابر ابليس، تختلق الأعذار بالوسوسات كما اختلق عذر الأفضلية...
لق. قطِّعت يدا المسيح، وباتت العذراء تبكي الموتى في كل الارجاء، تنادي ولدها المعجزة تارة، وتنادي غزة تارة اخرى، حتى بح صوتها واجهشت السماء تبكي معها... صاح كل من في السماء وهم يبكون: (طوبى لفلسطين، طوبى لمن تدمع له عين، طوبى لمن لا يرضى بظلم المساكين...) وباتت صلواتهم كصلاة الميت يستقبلون بها الشهداء، فتُعزف آيات الحزن على أرواحهم، فلهم السلام لهم السلام...
