إنَّ إخراج الأحداث الكبرى عن سياقاتها الزمنية، وظروفها الموضوعية، وامتدادها التاريخي، وخلفياتها الفكرية يعطي نتائج غريبة عن الحدث توحي في ظاهرها بأنها نتائج منطقية لكنَّ أقلًَ تأمُّلٍ يكشف ركاكتها..
فطوفان الأقصى مثلًا لم يكن فعلًا ابتدائيًا نتج عنه ردة فعل مقابلة، بل هو خيار من لا خيار له، وكما قال البروفيسور اليهودي معادي الصهيونية نورمان فينلكشتاين (١٩٥٣ _ ...) في المقابلة مع علي الظفيري عندما سأله عن هذه النقطة بالذات. قال: "قبل أن تدين حماس، أخبرني: ما الذي يمكنهم فعله؟ أم أنك تحاول أن تخبرني أنه كان لزامًا على مليونين وثلاثمائة ألف (٢.٣٠٠.٠٠٠) شخص في غزة نصفهم من الأطفال يقبع في معسكر الاعتقال النازي وينتظر الموت؟ هل كان ذلك لزامًا عليهم؟ إن لم يكن لزامًا عليهم فأخبرني: ما الذي كان عليهم فعله؟!".. وهذه الأسئلة نفسها تُطرح حول الحزب المنصور لتفسير دخوله في حرب المساندة. أخبرونا ما الخيار الذي كانوا يملكونه غير هذا الذي فعلوه⁉️