الحربُ سجال ..
يدهشني أنَّ بعض الذين يكتبون أو يتحدثون حول الاتفاق الأخير بين لبنان وإسرائيل، فيخوضون في تحليل جدوائية أصل الدخول في معركة إسناد غزة في ٨ أكتوبر، وفي حجم (الخسائر) والتضحيات الهائلة التي قدمتها الجبهة اللبنانية، وفي اعتبار أن ما جرى نصرًا للمقاومة ما هو إلا تبريرٌ عاطفي، وغير ذلك من إشاراتٍ مطالبين من خلالها أن نكون واقعيين وأن نبتعد عن اللغة العاطفية و... إلخ. أقول يدهشني من هؤلاء كيفية فهمهم للأمور!! كيف استطاعت ذاكرتهم القصيرة جدًا أن تفصل هذه الحرب عن أصل الصراع المستمر مع هذا الكيان المجرم؟!! هؤلاء يوهمون الناس، ولو دون قصد، أنَّ هناك دولةً طبيعيةً شرعيّةً في المنطقة (إسرائيل) تعيش السلام مع جيرانها وتمارس حياتها كدولة بشكل لا يختلف عن أي دولة في العالم، وإذا بجماعةٍ مسلحةٍ شاذةٍ عن كيان الأمةِ(حماس) تهجم في غفلةٍ من العالَم على هذه الدولة البريئة فتنتهك استقلالها، وتتعدى على مواطنيها وأراضيها، ثم تأتي جماعةٌ أخرى من أرضٍ أخرى
(حزب الله) وتشتركُ في هذا العدوان بمساندة الجماعة الأولى، الأمر الذي (اضطر) هذه الدولة المتحضرة أخلاقيًا إسرائيل المعتدى عليها لأن تدافع عن نفسها، ولو بارتكاب المجازر بحق المدنيين ممن يساندون هاتين الجماعتين المغامرتين الإرهابيتين.!!