عشرون عام | مها مُعمر
- وهل ستظل صديقي ، بين هذا الحُطام!
منذ عشرين عام ، وأنا أبحث عن عالمٍ يبدأ في طرف الظلام ، في وسط التشوش
حيث لا يُرى ما يُرى ، ولا تكفي الأسباب لننسى ما فات
عند من يحلم بأن ينهض بعد ما ينهار ،
أن يشبه البحر ، ويحمّل بالأسرار ، ويصبح صديق الجميع ، بلا أحزان ..
كانت لنا أحلامنا
أن نشرب الشاي ، أن نتسكع ليلاً في الشوارع ، أن نكون أشخاص بسيطين ولطيفين
ولكني أسأل نفسي
ماذا لو كانت خيالاتنا هي لحظاتٌ حقيقية ، هي حياتنا القادمة؟
ماذا لو لم تكن عشرون عامًا عبثاً !
إنهُ لأمرٌ مُفزع أن تعيش العُمر فاقداً اللهفة تجاهه شيء تأملت فيه كثيراً
عشرون عامًا ليست بالعمر القليل ، مُنذ أن رأت عيناي الحياة
وهما على أملٍ كاذب ، بأنهما لن يطولا بهذا الحال
قد رُبما أبدو كشخصٍ يُبالغ في أحزانه
ولكن والذي أشرقت لنورهِ كُل مفاتيح الحياة
وسبح لهُ من في السماء ومن في الأرض ،ليلاً ونهاراً
أن الذي بيني وبين عمري رُكام خيباتٍ لو ملأت خزائن واسعة لكفتها
إن خسارة تلو خسارة كهذه تُصيب المرء بخدرٍ في قلبه
قد ربما يود المرء فقط أن يشعر بأنه مقبول
يود لو يعلم الجميع بأن تغيرات قد تحدث في مظهره أو تعامله
ماهي إلا نتائج لمُخذلاتٍ ما
ولم تكن مقياسًا يومًا
كما يود أيضًا أن يُفهم قليلاً!
إنهُ لبالغٌ في الأسى أن يمشي الإنسان في دربًا لا يُريده
ولكنها دُنيا
سأعيش العشرين راضية بقضاء الله وقدره ، جاهزة لمواجهة القادم السيء
مؤمنة بأن الله سيغير القصة يومًا ما
رُبما في الثلاثين!
فالحمدلله على عطاءك مرة ، وعلى منعك ألف مرة
فأنت الخير وما منعت إلا لخير ..