-شيخي هل يُمكِنُني أن أعوِّض تِلك السِّنين الَّتى أذنبت فيها ، وتجرَّأت على نَظر الله عليّ؟ هل يُمكِنُني أن أعوِّض عُمري الّذى ضاع هباءًا بين اتِّباع الهوى والشيطان؟
وإني خجل يا الله، والدمعُ قد جفَّ، وللمرة الألف بعد مئات المرات أقرع أبواب رضاك، وما كنتَ برحمتكَ مغلقاً بابك، وما كنتُ بتيهي أستدل عليك منذ الوهلة الأولى ..
كثيراً ما ألوذ بالصمت، أختبئ، أغلق كل الأبواب والمساحات الشاسعة، وفي ركن قصي أُحصي ذنوبي وأخبئها تحت سجادة الصلاة، لتجلوها دمعة ندم وآهٌ تندُّ عن تعبٍ دفين .. لكنّي اليوم، والآن، آتيك بكل ضياعي وتعبي وحرقة فؤادي وأمام عبيدك أجمع، وعلى الملأ وأنت تعلم خبيئة النملة السوداء تحت صخرة صماء في ليلة ظلماء، فأعنّي يا الله، فالثبات مُتعب، والدرب طويل.📜🏮