أتدرين يا صنعاءُ ماذا الذي يجري
تموتينَ في شعبٍ يموت ولا يدري ..
تموتينَ … لكنْ كلَّ يومٍ وبعدما
تموتين تستحين من مَوتِك المُزري
ويمتصُّكِ الطَّاعونُ لا تسألينَه
إلى كمْ؟ فيستحلي المقام ويسشتري
تموتين … لكن في ترقُّبِ مَولدٍ
فتَنسينَ أو ينساكِ ميعادُه المُغري
***
فهل تبحثين اليوم عن وجهك الذي
فقَدْتِيهِ أو عن وجهكِ الآخر العَصري
إلى أين هل تدرين منْ أينَ ..؟ رُبَّما
طلَعتِ بلا وجهٍ وغِبتِ بلا ظهرِ؟
تسيرين من قبرٍ لقبرٍ لتبحثي
وراء سُكونِ الدَّفن عن ضجَّة الحَشرِ
أتستنشقينَ الفجرَ في ظلمةٍ بلا
هدوءٍ .. بلا نجمٍ .. يدل على الفجرِ؟
خبا كلُّ شيءٍ فيكِ لا تسألينَهُ
لماذا ..؟ ألا يعينكِ شيءٌ من الأمرِ
وحتى الروابي فيك باعَت جِباهَهَا
وما عرفَتْ ماذا تبيع وما تَشري ..!
وحتى عشايا الصَّيفِ فيكِ بلا رؤىً
وحتى أزاهيرُ الرَّبيعِ بلا عطرِ
وحتى الدَّوالي فيكِ ضاع مَصيفُها
وحتى السَّواقي ضيَّعت مَنبَعَ النَّهرِ
وحتى أغاني الحُبِّ مات حنينُها
وحتى عيونُ الشِّعرِ فيكِ بلا شِعرِ
أتدرينَ أنَّ الشمس فوقكِ لا ترى
وأنَّ لياليكِ المريضاتِ لا تسري
سُدىً تَنشُدين الفجرَ في أيِّ مطلعٍ
وفي ناظريْكِ الفجرُ أو ليلةُ القدرِ
يناير 1971م
قصيدة: #مدينةٌ_بلا_وجه
ديوان: #لعيني_أُم_بلقيس