«اللهُمَّ يا مَن لا يُهزَمُ جُندُك، ولا يُخلَفُ وعدُك، ولا إله غيرُك، أخمِد ضِرامَ حَربِنا، وعجِّل لنا بالفَرَجِ والنَّصرِ والفتحِ والتَّمكِين، لا إلهَ إلَّا أنت، لا ناصِرَ إلَّا أنت، لا مُثبِّتَ إلَّا أنت، أنتَ على كُلِّ شيءٍ قَدير».
من بدهيات الحروب الكبرى أنها متى اندلعت فلا يسهل التحكم بمسارها، حتى العدو قد يريد وقفها ولكن تقوم له موانع، ولهذا لم تستطع الأطراف التحكم بمسار الحرب في الحرب العالمية الأولى التي ظنوها لا تزيد عن بضعة أشهر فبلغت أربع سنين، وكذا الحرب العالمية الثانية التي بلغت سبع سنين.
ومع المرونة التي ينبغي أن يتحلى بها المفاوض إلا أن مطالبة بعض خيار البلد وأئمة الفضل بوقف المعركة فيها ذهولٌ عن تلك الطبيعة التي تتسم بها الحروب الكبرى، ومن ثم فليس لذلك طريقٌ إلا الاستسلام والخزي، هذا لا غير، واستحضار تلك المُسلَّمة معينٌ في تجميع الناس على واجب الجهاد والثبات والجَلد.
اللهم يا حي يا قيوم ائذن للحرب أن تضع أوزارها. {ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}.
«وقد علمنا أنه لا بُد لكلّ مُجتمِع من افتراق، ولكل دانٍ من تَناءٍ، وتلك عادة الله في العباد والبلاد حتى يرث الله الأرض ومَن عليها، وهو خير الوارثين، وما شيءٌ مِن دواهي الدنيا يعدِل الافتراق، ولو سالتِ الأرواحُ به فضلاً عن الدموع كان قليلاً.»
كلّما زاد البلاء على هذهِ الأُمّة، كلما اشتدّت الرحمات والمكرمات يوم القيامة، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومن كانوا معه رضي الله عنهُم أسوة حَسنة، في الصّبر والتوكل والسّعي في أسبابِ النصر بأمر الله تعالى وإلى أن يأذن الله بالفرجِ أو لقائهُم في الآخرة، صبِّر نفسك بالصّلاة والسّلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذبها، واسعى في صَلاحها، وهي أيضًا دُعاء وكِفاية همّ، وغفران الذُّنوب المؤخرة للفرج، فإذا عرفت أنها من عدّة النُصرة لأخوانك المستضعفين، وعتادها؛ فَالزمها.