إخواني الكرماء:
بعد أن طالت المعركة واشتدت وبسبب شدة المجازر ومشاهد الإبادة، ودوام معاناة النزوح وتدبر أمر العيش دون أن تبدو نهايةٌ واضحةٌ للمعركة ظهرت أسئلةٌ كثيرةٌ على السطح كلها تشي بتصاعد موجةٍ من اليأس آخذة في الانتشار هي التي دفعتني للحرص على الإجابة، ومن أبرز ما وصلني:
- الآيات التي تبشر المؤمنين بنصرٍ قريب وتفيد أن النصر يأتي عند اليأس وقد حصل اليأس من مدةٍ طويلةٍ فلماذا لم يأت نصر الله؟
- يقرر فقه السنن نصرة الله للمظلوم وانتقامه من الظالم فهل تعطلت فاعلية فقه السنن في هذه المعركة؟
- هل ما حصل بالبلد من ذنوبٍ ومخالفات كالسرقة وقطع الطريق والابتزاز كالذي يجري من بعض التجار جعلنا في سياق سنة الاستبدال؟
- هل ما يجري الآن هو ابتلاءٌ وكرامةٌ واستعمالٌ وهو نتيجةٌ طبيعيةٌ للجهاد والثبات والصبر أم أنه بلاءٌ ومهانةٌ واستبدال بسبب ما وقع بنا من ذنوبٍ وخبثٍ وتقصير؟
- ولماذا لم تستجب الأدعية طيلة هذه المدة؟
- وهل يمكن أن ننتصر ونحن نرى ما نرى من مظاهر الذنوب كالسرقة والجرأة على بعض الحرمات وكحالة الاستغلال من التجار؟
- ثم إن هذه المعركة التي أبيد فيها كل شيء واستشهد فيها عشرات الآلاف واعتقل الآلاف وقصف أو نُسف أكثر من ثُلُثَي البيوت والمنازل السكنية هل لها من فائدةٍ أو ثمرةٍ سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي توازي ما تمت خسارته؟
- وهل هذا الذي حصل لنا من إبادةٍ حصل لأحدٍ قبلنا لنأنس بذلك؟ أم أننا بما نقع به من تقصيرٍ أو بما يوجد فينا من مذنبين بتنا معاقبين بما لم يُعاقب به أحدٌ قبلنا؟
- وأين لطف الله مما يجري؟
- وما الذي يمكن أن يحصل في المستقبل القريب؟
- وكيف يمكن أن تنتهي المعركة؟
هذه الأسئلة وما على شاكلتها بدأت تتكاثف خلال المدة الأخيرة، حتى صارت تُسمع من بعض النُّخُب بمن فيهم بعضُ المشايخِ والدعاة، بما أدخل كثيرًا من الناس في موجةٍ من اليأس والتيه والحيرة.
وهذه الخواطر والمشاعر من الأمر المتوقع، والذي يجري في أعقاب الحروب الكبرى ذات التكلفة التي تطول عادةً.
ومعظم الأسئلة المتعلقة بالقَدَر كانت تظهر في وقت الأزمات والحروب التي تشهد كثرةً في القتلى، وذلك على مدار التاريخ الإسلامي بدءًا من عهد أحداث الفتنة بين الصحابة رضي الله عنهم، وذلك أن قسوة الأحداث وضخامة ما تُخَلِّفُه من قتلى تعد بيئةً خصبةً لتداول مسألة الشر هل يُنسب إلى الله تعالى أو لا؟ وما إلى ذلك من المسائل القدرية.
وقد كان في البال أن أُفرِدَ منشورًا لكلِّ سؤالٍ بجوابه على حِدَة، بعد التقدمة بمقالٍ قصير يضع الإطار السياقي لجملة هذه الأسئلة، إلا أني رأيت أنَّ معظمها يدور في نفس الفلك، فرأيت أن أجمعها في ملفٍّ واحدٍ، وأنزلها دفعةً واحدة، مع إرفاق ملف الوورد لمن أراد المادة، أو أراد نسخ شيءٍ من المادة بعينه.
وفي النسخة المصورة أنزل نسختين؛ واحدة بالحجم المعتاد وجاءت في 53 صفحة، والأخرى مُكَبَّرة الخط لمن أراد القراءة عبر الجوال.
وأنبه أخيرًا على أنَّ المستهدف بالمقام الأول من المادة من هو موجودٌ الآن في غزة؛ لأن الحُجُبَ التي تَمنع من يتعرض لشراسة المعركة من رؤية المشهد بكامله لا يجدها من هو خارج البلد وإن كان متفاعلًا مع المعركة مهتمًّا بها، وربما كان مستغربًا من طرح بعض الأسئلة، وهو ما بينت سببه في المقال المُوطِّئ للإجابة عن الأسئلة.
ودونك الملف المرفق والله يتولاك ويرعاك: