اللهم افتح لإخواننا المجاهدين من خزائن فضلك فتحًا لا إغلاق بعده، اللهم أنزل بهم التوفيق، واصرف عنهم موجبات الخذلان والتعويق، وآتهم من حسن الرأي وسداد الرمي ما تشفي به صدور قومٍ مؤمنين.
اللهم أطفأ نار هذه الحرب، وائذن لها أن تضع أوزارها.
اللهم إنا نعوذ بك من الذلة بعد العزة، ومن الخوف بعد الأمن، ومن النقص بعد الزيادة.
اللهم كما أدخلتنا المعركة مدخل صدقٍ فأخرجنا منها مخرج صدقٍ واجعلنا لنا من لدنك سلطانًا نصيرًا.
هذا مقالٌ بعنوان: السقوط العلني للنظام السعودي يفتحُ على الأمة أبواب عمل فأعِدُّوا واستعدوا.
وجاء في 15 صفحة، وقد كان دون النصف من ذلك إلا أنَّ أحد الفضلاء حين طلبت منه أن يراجعه أشار عليَّ بتبسيطه وزيادة التفصيل فيه لأنه مضغوطٌ بالغ التركيز، فأجبته إلى ذلك جزاه الله خيرًا.
وأنزل نسختين الثانية منهما مكبَّرة الخط لمصلحة القراءة من الجوال، بالإضافة لنسخة من الوورد لمن أراد.
من بدهيات الحروب الكبرى أنها متى اندلعت فلا يسهل التحكم بمسارها، حتى العدو قد يريد وقفها ولكن تقوم له موانع، ولهذا لم تستطع الأطراف التحكم بمسار الحرب في الحرب العالمية الأولى التي ظنوها لا تزيد عن بضعة أشهر فبلغت أربع سنين، وكذا الحرب العالمية الثانية التي بلغت سبع سنين.
ومع المرونة التي ينبغي أن يتحلى بها المفاوض إلا أن مطالبة بعض خيار البلد وأئمة الفضل بوقف المعركة فيها ذهولٌ عن تلك الطبيعة التي تتسم بها الحروب الكبرى، ومن ثم فليس لذلك طريقٌ إلا الاستسلام والخزي، هذا لا غير، واستحضار تلك المُسلَّمة معينٌ في تجميع الناس على واجب الجهاد والثبات والجَلد.
اللهم يا حي يا قيوم ائذن للحرب أن تضع أوزارها. {ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}.
في وقت المعارك فالواجب النصرة، وقد تقوم واجباتٌ أخرى كواجب النصح والبيان، وكثيرٌ من الناس يحسن أن يَنصح خاصةً إذا لم يكن ثمة ثمنٌ يدفعه بضررٍ يلحق به، فضلًا عن أنه يثبت رأيه وينقد غيره فالكلام يكون لصالحه فيكون خفيفًا عليه، أما واجب النصرة فهو لصالح غيره فضلًا عن طول زمانه وكثرة مؤنته فيقع ثقيلًا عليه، ولهذا يكثر الواقفون بثغر البيان ويقل الواقفون بثغر النصرة.
إذا دخل المجاهد المعركة لم يلتفت، والالتفات لا يقوي العزم أمام العدو بل يضعفه، ونحن في معركةٍ لعلها أكبر المعارك الإسلامية المعاصرة، وقد يطول الابتلاء لكن الشدة بتراء لا دوام لها وإن طالت كما قال ابن القيم، و {قد جعل الله لكلِّ شيءٍ قدرًا} فالرخاء له قدر والشدة لها قدر.
فأروا الله منكم خيرًا وقوةً وبأسًا، واثبتوا ثباتًا يليق بعظمة إسلامكم، والله يحفظكم ويثيبكم وهو معكم ولن يتركم أعمالكم.
والظن الكريم بالله سبحانه إذا كانت القيامة أن تعاينوا من فضل الله ورحمته ومثوبته وكرمه ما لم يخطر لكم ببال.
إنَّ ربنا الكبير قادرٌ أن ينصرنا على عدونا بغير كبير جهـ.ـدٍ وجـ.ـهـ.ـاد؛ ولكن لا بد من القتـ.ـال؛ ليُصطفى الشـ.ـهـ.ـداء، وتُجزى الأعمال، ويتميز الأبرار من الفجار، كما قال سبحانه: {ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض، والذين قتلـ.ـوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم، سيهديهم ويصلح بالهم، ويدخلهم الجنة عرَّفها لهم} سورة محمد [4-6].
فلا خوف على من قُتِـ.ـلَ في سبيل الله؛ ولكن الخوف على من ضيع أمانة الدين وخذل إخوانه المؤمنين، هذه رسالة الآيات فأعد قراءتها جيدًا.
أيها الكرماء: أنزل كتابين قد تمت طباعتهما قبيل المعركة، وكانا لحظة اندلاع المعركة على المعبر. والكتابان هما: (أنيس المتعبد) وكنت قد شرعت في مدارسته ونشر منه عشر حلقات وهي منشورة على قناتي على اليوتيوب. (الحركة النسوية.. معركة تبديل الفطرة).
وأحسب أن الكتابين متوفران ورقيًّا لدى دار طيبة بمصر، وهذا رقم الدار: (01001390239) لمن أراد التحصل على نسخةٍ ورقية. ولئن طالت بنا حياةٌ اجتهدت في توفيرهما في غزة إن شاء الله.
إخواني الكرماء: بعد أن طالت المعركة واشتدت وبسبب شدة المجازر ومشاهد الإبادة، ودوام معاناة النزوح وتدبر أمر العيش دون أن تبدو نهايةٌ واضحةٌ للمعركة ظهرت أسئلةٌ كثيرةٌ على السطح كلها تشي بتصاعد موجةٍ من اليأس آخذة في الانتشار هي التي دفعتني للحرص على الإجابة، ومن أبرز ما وصلني:
- الآيات التي تبشر المؤمنين بنصرٍ قريب وتفيد أن النصر يأتي عند اليأس وقد حصل اليأس من مدةٍ طويلةٍ فلماذا لم يأت نصر الله؟
- يقرر فقه السنن نصرة الله للمظلوم وانتقامه من الظالم فهل تعطلت فاعلية فقه السنن في هذه المعركة؟
- هل ما حصل بالبلد من ذنوبٍ ومخالفات كالسرقة وقطع الطريق والابتزاز كالذي يجري من بعض التجار جعلنا في سياق سنة الاستبدال؟
- هل ما يجري الآن هو ابتلاءٌ وكرامةٌ واستعمالٌ وهو نتيجةٌ طبيعيةٌ للجهاد والثبات والصبر أم أنه بلاءٌ ومهانةٌ واستبدال بسبب ما وقع بنا من ذنوبٍ وخبثٍ وتقصير؟
- ولماذا لم تستجب الأدعية طيلة هذه المدة؟
- وهل يمكن أن ننتصر ونحن نرى ما نرى من مظاهر الذنوب كالسرقة والجرأة على بعض الحرمات وكحالة الاستغلال من التجار؟
- ثم إن هذه المعركة التي أبيد فيها كل شيء واستشهد فيها عشرات الآلاف واعتقل الآلاف وقصف أو نُسف أكثر من ثُلُثَي البيوت والمنازل السكنية هل لها من فائدةٍ أو ثمرةٍ سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي توازي ما تمت خسارته؟
- وهل هذا الذي حصل لنا من إبادةٍ حصل لأحدٍ قبلنا لنأنس بذلك؟ أم أننا بما نقع به من تقصيرٍ أو بما يوجد فينا من مذنبين بتنا معاقبين بما لم يُعاقب به أحدٌ قبلنا؟
- وأين لطف الله مما يجري؟
- وما الذي يمكن أن يحصل في المستقبل القريب؟
- وكيف يمكن أن تنتهي المعركة؟
هذه الأسئلة وما على شاكلتها بدأت تتكاثف خلال المدة الأخيرة، حتى صارت تُسمع من بعض النُّخُب بمن فيهم بعضُ المشايخِ والدعاة، بما أدخل كثيرًا من الناس في موجةٍ من اليأس والتيه والحيرة.
وهذه الخواطر والمشاعر من الأمر المتوقع، والذي يجري في أعقاب الحروب الكبرى ذات التكلفة التي تطول عادةً.
ومعظم الأسئلة المتعلقة بالقَدَر كانت تظهر في وقت الأزمات والحروب التي تشهد كثرةً في القتلى، وذلك على مدار التاريخ الإسلامي بدءًا من عهد أحداث الفتنة بين الصحابة رضي الله عنهم، وذلك أن قسوة الأحداث وضخامة ما تُخَلِّفُه من قتلى تعد بيئةً خصبةً لتداول مسألة الشر هل يُنسب إلى الله تعالى أو لا؟ وما إلى ذلك من المسائل القدرية.
وقد كان في البال أن أُفرِدَ منشورًا لكلِّ سؤالٍ بجوابه على حِدَة، بعد التقدمة بمقالٍ قصير يضع الإطار السياقي لجملة هذه الأسئلة، إلا أني رأيت أنَّ معظمها يدور في نفس الفلك، فرأيت أن أجمعها في ملفٍّ واحدٍ، وأنزلها دفعةً واحدة، مع إرفاق ملف الوورد لمن أراد المادة، أو أراد نسخ شيءٍ من المادة بعينه.
وفي النسخة المصورة أنزل نسختين؛ واحدة بالحجم المعتاد وجاءت في 53 صفحة، والأخرى مُكَبَّرة الخط لمن أراد القراءة عبر الجوال.
وأنبه أخيرًا على أنَّ المستهدف بالمقام الأول من المادة من هو موجودٌ الآن في غزة؛ لأن الحُجُبَ التي تَمنع من يتعرض لشراسة المعركة من رؤية المشهد بكامله لا يجدها من هو خارج البلد وإن كان متفاعلًا مع المعركة مهتمًّا بها، وربما كان مستغربًا من طرح بعض الأسئلة، وهو ما بينت سببه في المقال المُوطِّئ للإجابة عن الأسئلة.
ورحم الله من قضى نحبه، وثبَّتَ من ينتظر، وعافى الجرحى والمرضى، وأعان أهل الحاجة والبلوى، وفرَّج عن المعتقلين، وجبر مصاب النازحين.
وشكر الله لكل المرابطين على مواقعهم؛ سواء كانوا مجاهدين أو إغاثيين بالطعام أو بسقيا الماء أو بالإيواء، أو كانوا من الأطباء أو رجال الأمن أو الدفاع المدني أو كانوا يشتغلون بالتحريض وبث الوعي والذب عن الجهاد وأهله، أو خُلْفِ المجاهدين في أهلهم بخير، سواء كانوا من الداخل أو من أبناء الأمة الحية العظيمة في الخارج.