ولقد عُدنا إلى ما لا نستطيع البوح به.
عدنا إلى نقطة العدم، نقطة التشتت.
نعود إلى حيث بدأنا، إلى تلك الأشياء التي حاولنا مرارًا الهروب منها، لكنها كانت تلاحقنا، كما لو أن الزمن لا يرحمنا.
حيث لا شيء يعيد إلينا الملامح الضائعة، ولا واجهة تقودنا إلى درب جديد.
كل شيء أصبح مشوشًا؛ ذكرياتنا، أحلامنا، حتى أملنا، أصبح كفكرة بعيدة تتلاشى مع كل خطوة نخطوها إلى الوراء.
نعود إلى حيث لا نعرف كيف انتهينا
أنتَ وأنا، وكل ما بيننا، كان مجرد وهم، وكل مكان بيننا لم يكن إلا سراب.
وأنا الآن، أعود للتساؤل:
هل كان كل ما عشناه مجرد وهم؟
أم أن الحقيقة هي أننا فشلنا في العثور على الطريق الصحيح؟
عدنا إلى نقطة الصفر، حيث لم نعيش يومًا معًا. أصبحنا غرباء، ولكن رغم كل شيء، هناك شيئًا ما يدور في فكري.
هل سنتمكن من الهروب من هذه الدائرة؟
أم سنظل نبحث عن ما لا يمكننا الوصول إليه؟
هل سيجمعنا القدر يومًا؟
أو تجمعنا صدفة في إحدى طرقات يناير؟
سنظل نبحث عن بعضنا في كل الطرقات، حتى نجد ما ضاع منا في الزمن.
ورغم كل شيء، يبدو أن الأسئلة ستظل تراودني... هل سنجد يومًا طريقنا؟ أم أننا سنظل نبحث في سراب لا نهايه له.
- سَارة الخمسي.