كُنت أنا ألفتاه ألتي تبحثُ عنك عندما تغيب، تُناديك لتسمعُها و تعوُد، أرسمُ لكَ طريق ألعوُده، أُهديك ألفرص فِي كُل حين، و لكِن أعتذِر أنا أليوم ما عُدت أنا تِلك ألفتاه، أليوم أنا أفتحُ لكَ ألباب لِترحل، لن أستمِع لأعذارك و حِججك ألتافهه، لن أُصدق أكاذيبك ألتِي تضعها على شئ يسمى بالظروف، لن أناديك بعد ألان، إرحَل، ما عُدت أبكي، ولا أشتاق، كُنت أنا من يحافظ على مُحادثتنا، و أليوم أنا مَن قام بحذفُها، لقطات ألشاشه ألتِي كُنت أخذها لأكاذيبك مسحتها، ما عُدت أنتظرك، ولا عُدت أخطي لكَ، أنتَ رحلت و أنا إرتحت، صدقني أنا لن أتحسر لإن ما فقدته ليس شئ ثمين، و لكِن أنتَ من خسرت، ستبحث و لن تجد فتاه تحمِل همك، تُعطيك إهتمام مُبالغ فيه، تستمع لِتفاصيل يومِك ألمُمله، فتاه تعطيك حُب ولو دون مقابل مِنك، تُقدر ظروفك، تُصدق أكاذيبك، تواسيك، تقف بجانبك كَظلك، هذه أنا كُنت معك، و أليوم لن أكون معك لو مهما حدث لن أعود، أخترت ألرحيل إجعله رحيل أبدي فَ أنا لستُ بحاجه إليك، ما أنتَ إلا رجلُُ مزيف، مشاعره كاذبه، وجوده لن يجعلنِي مِطمئنه، ألايام ألتي كنت خائفه فيها أكثر من ألتي شعرت فيها بالراحه، كنت أتغاضى و أستحمل جميع ألاوجاع لتكون أنتَ مرتاح، و لكِن جل من لا يُخطئ، أنا في طريقي و أنتَ إذهب للهاويه .
هَذه ألمره أكتُب مهزومه، حُزني يعم أرجاء غُرفتي، و يبني بيتاً في قلبي، يتضح فِي ملامحِي، و يتخلل حروفِي، هذه ألمره أنا حزينه بشَده، لستُ قادره على ألبُكاء و لكِن عيناي تدمع، أنا أقِف بحُزني أشاهِد روحِي تضيعُ مني، ملامح وجهِي تشحب، كُل يومِِ يزداد ألالم، تعثر متواصِل فالطريق، لا أعلمُ ما ألاسباب و ما ألذي جرى، و من وراء هذا أنا لا أعلم، و كإنني عِندما شربت كأس ألحُزن لم أكُن أنتبه من ألذي يصُب لِي ألحُزن و يملؤ كأسي، أتذكرُ فقط إنني كُنت برفقة ألكثير من ألاصدِقاء، كُنت ألعب مع هذا و أحكِي لِي هذا و أواسي هذا، و أيضاً أحتضن هذاً، منبعدها .. مرت ألايام وكُل هؤلاء غادرونِي، لم تكُن مغادرتهُم لطيفه، و أثرهُم ليس طيباً، ولا أحداً مِنهم كان يتذكر ألذي فعلته له، ألجميع أنكروا وجودي معهُم في حُزنهم، و مُشاركتي فرحتهُم، و مواساتي لهُم، و أيضاً مرهمِي ألذي داويت بِه جروُحهم، لا أحداً مِنهم فعل ألذي فعلته له، كُل من غادرني تركَ لِي أثر و جُرح لن أُشفى مِنه، مِن بعدهم، إعتدت على ألبقاء وحدِي، ألدائره ألتِي تسمى بدائرة ألاصدقاء أغلقتُها، أصبحتُ أضع ألمسافات بيني و بين ألجميع، و أنا أليوم أعلم بإنَ لا أحد يُعالج حُزني و يبعدني عنه، أنا ألان سأمضي ولكِن دون لهفتي ألقديمه، سأعيش و لكِن دون روُحي، سأبكي ولكن عيناي لن تدمع، سأرحَل و لن أعوُد .
إن قرأتُ هذا أدعِ لِي، إن جئت على بالك ولو صُدفه أدعِ لي، حتى لو أنك لن تعرفُني عندما تسمعُ أسمِي أدعِ لي، تالله أني ألان و بعد ألان و كُل يومِِ من هذه ألايام أحتاج دعوات فَ أنا لستُ بخير، أدعِ لي لعلك أقربُ مني إلى الله، و لكُم أمثال دعواتكُم .
إن سألتنِي عَن ألجمَال سأقوُل بنغازِي، ألامان شوارِعها، ألدِفء أزِقتُها، ألراحه شاطئُها، هِي عاصمتُنا إلاقتصاديه تحمِلنا فِي أحضانِها جميعُنا واقعيِن في حُب سيدة ألمُدن ، هِي جميله يا رِفاق ! و إن سألتنِي من أي ناحيَه ؟ سأقوُل من جميِع ألنواحي، مثلاً شاطِئ ألصابرِي، و منارة ( خريبيش ) ، و ماذا عَن ذكرياتِي ألتِي جميعها صنعتُها مع ألاصدقاء في ( ألبوُسكو ) مِن ألطفوُله حتى ألكِبر، و عَن لجوئِي للكوُرنيش عندما أريِد ألعزله و أذهَب باحِثه على سعادتِي هُناك، تالله إنها حبيبتِي بنغازِي، مدينتِي ألتِي أراهَا أجملهِن، أكثرهُم أمان، أقلهُم فوُضى، مُمتلئه بالسعَاده و ألبهَاء، أعيِش بين كَلمات ألشاعِر علي ألساحلِي عندما وصف بنغازي قائلاً : جَرِّد بديعَ ألقَولِ و ألإفصاحِ، فِي مَدحِ خَيرِ مينةِِ يا صاحِ فَخرُ ألمدائنِ لا أبا لَكَ مَدْحُهَ، فَرضٌ على ألشُعَراءِ و ألشُراحِ قالوا هُنا بنِغازِي قُلتُ و هَل سِوى، بنِغازِي ملعَبُ صَبوتِي و مِراحِ بنِغازِي مهدِ طفوُلتِي و فَتوتِي، و رجوُلتِي و كهوُلتِي و كِفاحِي أزكَى مِنَ ألريحَانُ رِيحَ سِباخهَا، بَل مِن أريجُ ألمِسكِ و ألتُفاحِ .
كتبتُ الكثير من الكلمات، بعضها مرتب والآخر مشتت كروحي، في يدي قلمي أكتب وأمسح، أسرح قليلاً ثم أعاود المحاولة لأشرح ما أشعر به، لكنني أفشل، كل الحروف صغيرة، لا يمكنها وصف جرحٍ كبير كهذا، لا أستطيع كتابة تنهداتي التي تؤلم قلبي، ولا يمكنني كتابة دموعي، لا أحد يشعر بي؛ لذا أكتفي بكتماني، بوحدتي، كل يوم أقول هذه نهاية حزني، لكن كل يوم أستيقظ وأبدأ حزنًا جديدًا، تراكمت أحزاني حتى أصبح لا مفر منها، في داخلي حزنٌ خامد، كمد، ألم لا شفاء منه أبدًا، ليس يأسًا، ولكن يا رفاق، أعاني من حالٍ لن يتغير أبدًا، اعتدت على الحزن، أحببت العزلة، أصبحت لعبتي المفضلة هي الاختفاء لفترات طويلة، والابتعاد عن الأشخاص ..