كل أمرٍ من أمور الدنيا مهما تعاظم واستبعدته الأسباب الأرضي سهلٌ يسيرٌ على رب العالمين فهو القائل﴿هو علي هيِّن﴾ بيده مقاليد السماوات والأرض ومفاتيح الغيب كلها أيعجَزُ منحك مفتاحًا واحدًا تريده ؟
من بركة القرآن على صاحبه أنه يهديه إلى أحسن القول والعمل،فلا تجد بألفاظه السّوء،ولا يمُد نظره لمتاع غيره،بل يُرضيه الله بالقرآن ويُغنيه عمّن حوله،ومن ثمار هذه البركة أنها تجعله مُنشرح الصدر بلا سبب،مُطمئن الروح تعتليه السكينة،لايخاف نوائب الدهر،عزيزٌ بالله وحده .
نعم لقد ابتلاك ربك بأن أوجدك في زمن الفتن، وجعلك في معترك أيامٍ يجحد فيه أحدهم ما آمن به البارحة، ويؤمن آخر بما جحده طيلة سنين.. لكنه بلَّغك حديث «العبادة في الهرج كهجرة إليّ» فأعذر إليك..! نعم بلاك الله بشيءٍ من الذنب تناله عينك وإصبعك، وتأتيك الشهوات كل أيامك شُرّعا ، لكنّه وعدك بأجر خمسين صحابيّ، وطوبى لغربتك، ومدح جمرك الذي تقبض عليه، دينك الذي لا تبيعه..
-تخيل معي أجر خمسين صحابي؟ الصحابي الذي جاهد وقاتـل وذبّ عن عرض الإسلام ولقيَ النبي وفداه بنفسه وماله.. تنال أجرهُ بثباتك وصبرك .