* بعد أن فشلت حملتان عسكريتان متتاليتان في تحرير المسلمين المعتقلين و المعتقلات في سجون داهر الخبيث ملك بلاد السند أصبحت الحاجة ملحة إلى إرسال جيش كبير لفتح بلاد السند ( باكستان ) .. ، و اختار الحجاج بن يوسف الثقفي لتلك المهمة الصعبة بطل الإسلام الناشئ / محمد بن القاسم .. !!
.. ، كان ( محمد ) في ( سن المراهقة ) .. كما نسميها .. ، و لكن ثقة الحجاج بن يوسف في كفاءته و قدراته كانت كبيرة جدا .. .. ، و لا تتعجب .. فقد قام الإسلام منذ بدايته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم على أكتاف هؤلاء الشباب الصغار الذين أسلموا و هم في ( سن المراهقة ) من صحابة رسول الله ، فبذلوا حياتهم و تحملوا العذاب و الصعاب من أجل نصرة هذا الدين .. من أمثال سيدنا / سعد بن أبي وقاص ، و سيدنا / علي بن أبي طالب ، و سيدنا / مصعب بن عمير ، و سيدنا / الأرقم بن أبي الأرقم .. ، و غيرهم كثير ... !!!
......... ......... ............ ...........
.. تحرك ( أصغر فاتح في الإسلام ) من العراق بجيشه المكون من 12 ألف مقاتل مسلم .. ، فقطع بهم المسافات الطويلة عبر الأراضي الفارسية ، و اجتاز المخاطر حتى وصل إلى بلاد السند .. ، فكان كلما مر على مدينة من مدن السند فتحها ثم أكمل المسير في طريقه إلى ( الديبل ) عاصمة بلاد السند الحصينة ( و هي مدينة كراتشي حاليا ) ..
.. ، فلما عرف ملك السند / داهر بتحركات محمد بن القاسم في بلاده جهز جيشا كبيرا ليقابله به على أبواب العاصمة ( الديبل ) ..
.. ، و في سنة 93 هجرية وقعت ( معركة الديبل ) الخالدة .. و استمات جند ( داهر ) في الدفاع عن عاصمتهم الحصينة .. ، و لكن محمد بن القاسم و من معه من المسلمين كانوا يقاتلون قتال ( الأسود ) التي لا تخشى الموت ، حتى انتصروا عليهم في النهاية .. ، و قتلوا ملك السند / داهر في ميدان المعركة فلم تنفعه جنوده و لا كنوزه .. .. ظن داهر اللعين أنه يستطيع أن يقف في وجه الإسلام ، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر .. !!
.. ، و كانت صدمة مروعة لوزراء داهر و قادته .. ، فلم يتصوروا أن يهزمهم هذا الفتى الصغير ( على أرضهم ) بهذه السرعة ..!!
.. ، و في داخل القصر الملكي خيم الغم و الحزن و البكاء على أفراد أسرة داهر عندما عرفوا بمقتله في المعركة ، و تلك الهزيمة المروعة .. ، فأقسمت ( ابنة داهر ) أن تنتقم من محمد بن القاسم آجلا أو عاجلا ... !!
.. ، و دخل الجيش الإسلامي ( الديبل ) عاصمة السند .. ، و هدم محمد بن القاسم كل ما فيها من الأصنام و المعابد الوثنية و البوذية .. ، ثم بنى فيها مسجدا و أقام شعائر الإسلام ، و ترك جزء من جيشه لتأمين المدينة و إدارتها ، ثم انطلق بباقي الجيش ليستكمل فتح بلاد السند ..
.. ، و انبهر الهندوس بشجاعة هذا الفاتح الصغير الذي لم يتجاوز العشرين من عمره ، و أعجبوا بشخصيته و بأخلاقه الكريمة معهم ، فكان ذلك سببا في إسلام عدد كبير منهم ، ثم انضموا إلى جيش المسلمين ليعينوا محمد بن القاسم على استكمال الفتوحات ، فانضم إليه منهم ما يقرب من 4000 مقاتل ، فكانت إضافة قوية للجيش الإسلامي بسبب خبرة هؤلاء المسلمين الجدد بطبيعة بلادهم و أحوالها ، و معرفتهم للغة الهندية ..
.. ، و وصل محمد بن القاسم بجيشه إلى مدينة البيرون ( حيدر آباد حاليا ) فصالحه أهلها .. .. ، ثم أخذت مدن السند تتساقط في يده مدينة تلو الأخرى .. إما صلحا أو بعد قتال .. حيث عبر النهر إلى إقليم ( ملتان ) ، فخاض فيه قتالا عنيفا حتى فتحه ، و غنم منه غنائم ذهبية عظيمة ..
.. ، و استمر بعد ذلك في الفتح في جهة الشمال حتى وصل إلى حدود ( كشمير ) ، فكان آخر حدود فتوحاته عندها ، و ذلك لأن الخليفة / الوليد بن عبد الملك توفي في تلك السنة ( 96 هجرية ) ، و تولى الخلافة من بعده أخوه / سليمان ، فأرسل إلى محمد بن القاسم يأمره بإيقاف حركة الفتوحات في بلاد الهند ، و العودة .. فورا .. إلى العراق ...
.. ، و كان محمد بن القاسم كلما افتتح مدينة هدم أصنامها و معابدها و بنى فيها مسجدا ، و أسكن فيها المسلمين .. ، حتى غير خريطة البلاد تماما ، و صبغها بصبغة الإسلام في أقل من ثلاث سنوات .. !!!!
.. ، و أحب أهل بلاد السند محمد بن القاسم حبا عظيما ، فهو الذي خلصهم من هذا الحاكم الظالم ( داهر ) الذي كان يعاملهم معاملة العبيد ، و نور لهم الطريق إلى الإسلام فدخلوا في دين الله أفواجا ..
.. ، و بذلك كان محمد بن القاسم الثقفي هو مؤسس أول دولة إسلامية في الأراضي الهندية ...
......... و تابعونا في الحلقة القادمة .........
لنعرف السر من وراء هذا الاستدعاء العاجل لبطل الإسلام / محمد بن القاسم من قبل الخليفة ال