"وأسألك من فضلك وتوفيقك أن لا أنوي شيئًا إلا نلته، ولا أسلك طريقًا إلا وصلت لغايتي منه، ولا أطرق بابًا إلا فُتحت لي أبواب الخير فيه، ولا أجتهد بشيء إلا باركت لي به، اللهُمَّ أنت القادر فبشّرنا وبلّغنا تمام فرحتنا على خيرٍ وسِعة." .
مِنْ فِقهِ السعي في الدروبِ أنْ تُدرك أنَّ الغايات لا يُتوَصَّلُ إليها بمحض الرجاء أو التمنِّي... وإنما طريقها شاق يحتاج إلى قوة وصبر أيوب على وعثاء الطريق، وَالغُنْمُ بالغُرم، أما من لم يُقدم ويبذل فكيف يصلُ إلى مُبتغاه، ويُعانق مُشْتَهَاه!
العلا فقط يُحالِف من ينطلق إلى غاياتِه في غيرِ تَوَانٍ، فالتراخي رَخاءٌ خَداع، والتعب شدَّة يَعقُبُها هَناء ولذة لِسانُ حالِها: قد كنتُ ولا زلتُ أَهلًا لِمَا اشتهيت! .
من لا يجازف لا يتطور، ومن لا يجرّب لن يعرف، ومن يستجب للخوف يُكبَّل، ومن ينتظر الخوف أن يزول ليبدأ فلن يبدأ أبداً، ومن ينتظر شيئاً لينقذه أو يغيّر وضعه سيبقى مكانه، ومن ينتظر أن يستعد تماماً لينجز فلن ينجز شيئاً.
" لا يُدرك الحقائق إلا من جرّد نفسه من الأهواء ونظر في الآراء كلها نظرًا واحدًا، مستويًا لا يميل إلى شيء منها، وفتّش أخلاق نفسه بعقله دون هوىً أو تقليد. "
صباح الخير وبعد، إن الله إذا كلّف أعان، فلا تنظُر إلى ثُقل التكليف، ولكن انظر إلى قدرة المُعين، قال تعالى: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"، فكل مسؤولية ألقاها الله على عاتقك، أنت لها أهل. فاستعن بالله ولا تعجز. .
أن تُتِمَّ ما بدأت، وتُنجز ما خَطَوت، وتُكمل ما خَطَّطتَ له! لا تكن مبتورًا، منقوصًا، أشتاتًا هنا وهناك، في الطّريق ستختلف الرّؤىٰ، ستتغيّر الأحداث، قد تَترُك أمرًا وتأخذ آخر، لا تنسَ؛ بعضُ التَّرك إتمام، لكن أدرِك متى تترك، ومتى تُمسك، متى تُكمل ومتى تقف.
قيمة الإنسان الحقيقية تكمُن في أدبه وأخلاقه، في تواضُعه وبساطته، في عزة نفسِه وكرامتِه، في نُضج عَقله ورُقي فكرِه، في رحمته وإنسانيته، في طِيب قلبه ولين قَوله، فكُن خَلُوقًا، رحيمًا، كريمًا، مُهذَّبا، هيِّنًا، ليِّنًا، كُن الغائب الحاضر في كُلِّ مكان مررت به، اضحك للصَّغير وساعد الكبير، ازرَع بُذور الخير أينما حَللت، أُنشر السَّعادة في قُلوب من حولك، وكُن سَببًا في جعل شخص آخر يُؤمِن بوجود الخَير في النَّاسِ . .
كل الذي يحيط بك هو بقدر الله، وكل الذي تطلبه هو من خزائن الله، وكل الذي تخافه هو بيد الله، وكل الذي فات ذهب بأمر الله، وكل الذي سيأتي هو من عند الله، وكل الذي يهمُّك هو بعلم الله، والله في ذلك كله رحمن رحيم 🪶 .