قال الله تعالى ﴿ أَحصاهُ اللَّهُ وَنَسوهُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ شَهيدٌ ﴾ من الذنوب ما ينساه العبد، ولا يذكره وقت الاستغفار فيحتاج العبد إلى استغفارٍ عامٍ من جميع ذنوبه ما علم منها وما لم يعلم والكل قد علمه اللَّه وأحصاه.
"وتأمل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس؟ وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقوموا إلى صلاة الليل بقرة الأعين في الجنة".
ابن القيم، حادي الأرواح صـ ٥٩٣ || القارئ: محمد خليل القارئ.
قال ابن القيم: "يُقيِّد العبد نِعم الله بالشكر، وهذا الشكر مبنيٌّ على ثلاثة أركان: • الاعتراف بها باطنًا. • والتحدث بها ظاهرًا. • وتصريفها في مرضاةِ وليِّها ومُسديها ومُعطيها. فإذا فعل ذلك فقد شكرها، مع تقصيره في شكرها".
- الوابل الصيب صـ ٥-٦ || القارئ: محمد خليل القارئ.
من فوائد الآية: أن الرفقاء يختلفون، منهم رفقاء خير ومنهم رفقاء شر؛ لقوله هنا: ﴿وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾، وقد حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من رفقاء السوء وقال: «مَثَلُ الْجَلِيسِ السَّوْءِ كَنَافِخِ الْكِيرِ؛ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رَائِحَةً كَرِيهَةً»
"كأنه قيل: كيف ينبئهم بذلك على كثرته واختلاف أنواعه؟ فقيل: أحصاه الله جميعاً ولم يفُتْه منه شيء، والْحال أَنهم قَد نسوه ولَم يحْفَظُوه، بل وجدوه حاضراً مكْتوباً في صحائفهِم".
يريدون أن يصرفوكم عن طاعة الرحمن إلى طاعة الشيطان، وعن التزام حدود من السعادة كلها في امتثال أوامره، إلى مَنْ الشقاوةُ كلها في اتباعه. فإذا عرفتم أن الله تعالى يأمركم بما فيه صلاحكم وفلاحكم وسعادتكم، وأن هؤلاء المتبعين لشهواتهم يأمرونكم بما فيه غاية الخسار والشقاء، فاختاروا لأنفسكم أوْلى الداعيين، وتخيّروا أحسن الطريقتين.
يخبر تعالى بلطفه بعباده ليعرفوه ويحبوه، ويتعرضوا للطفه وكرمه، واللطف من أوصافه تعالى معناه: الذي يدرك الضمائر والسرائر، الذي يوصل عباده -وخصوصا المؤمنين- إلى ما فيه الخير لهم من حيث لا يعلمون ولا يحتسبون.