من جميل رحمته سبحانه وعظيم كرمه أن جعل لنا مواسم للطاعة نتزود منها وننهل من معينها، وهذا اليوم المبارك فيه من هذه الفرص الكثير، فقد اجتمعت خصال ثلاث يجاب بها الدعاء، وهي: الأولى: الدعاء بآخر ساعات النهار يوم الجمعة (من العصر إلى المغرب)، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «في يوم الجمعة ساعة، لا يوافقها مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله خيرًا إلا أعطاه». وقال بيده، قلنا: يقللها، يزهدها . رواه البخاري (935) ومسلم (852). وفي رواية عبدالله بن سلام أنه قال: «قلت: أي ساعة هي؟ قال: آخر ساعات النهار». سنن ابن ماجه (1139). الثانية: كلمات تقال قبل الدعاء، فتجعله مجابًا، فعن أنس بن مالك قال: جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، علمني كلمات أدعو بهن. قال: «تسبحين الله عشرًا، وتحمدينه عشرًا، وتكبرينه عشرًا، ثم سلي حاجتك، فإنه يقول: قد فعلت، قد فعلت». مسند أحمد (12207)، سنن النسائي (1299). الثالثة:  الصلاة على النبي ﷺ، هي سبب لإجابة الدعاء كما أن النبي ﷺ حثنا على الإكثار من الصلاة عليه ﷺ في يوم الجمعة، فعن أوس بن أبي أوس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي». مسند أحمد (16162)، سنن ابن ماجه (1085)، سنن أبي داود (1047)، بسند صحيح. وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم». الصحيحة (2035). وعَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ: «إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ، حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ». سنن الترمذي (2/ 356). فاحرص على هذه الخصال الثلاثاء في هذا اليوم المبارك وسل ربك كل ما تريد...