أحيانًا أتساءل كيف ستبدو الأيام لو عرفت أنها معدودة لو أدركت أن النهاية تقترب هل سيتغير شيء؟ هل سيتوقف العالم لوهلة؟ هل سيشعرون بما أمر به من ألم؟
ذات يوم، رأيت ردًا لشخص عزيز علي حين تم سؤاله كيف سيكون رد فعله لو كنت في العناية المركزة، هل سيأتي لزيارتي؟ فكان رده بنعم ضحكت حينها، ليس استخفافًا، ولكن لأنني أدركت أنه لا يعلم شيئًا عما يمر به يومي، ولا عن الألم الذي يغمرني في كل لحظة لن يأتي وقت عافيتي ولكنه سيأتي وقت نهايتي مالفائدة يا عزيزي فأني مفارقك إلى الأبد ان كانت ربما ستسيل مدامعك حزنًا واني جاهل بهذا فلم لم تنهمر في يومها سعاده لكلينا
وفي لحظة أخرى مع اخي احمد، سألته: "كيف تفضل أن تموت؟" لم يجبني، ولكنني قلت له ما يجول في خاطري: "أتمنى أن يهاجمني مرض ينهكني، يستمر لشهر أو أقل، حينها سيعرف الجميع أن النهاية قريبة. أريد أن أرى نظراتهم عندما يدركون أن الأمل في نجاتي قد تلاشى. هل سيحزنون بصدق؟ هل سيشعرون بالكرب كما أشعر به يوميًا؟"
لأنني بحاجة إلى من يقف بجانبي، من يشعر بثقل الأيام معي. أحتاج من يرى الألم الذي أحمله دون أن أضطر للكشف عنه. لعلني كنت سأجد في قربك الراحة التي أفتقدها.