النيّة هي محل النظر في قبول العبادة من ردّها على صاحبها
ولذلك فإن الله عز وجل قضى على لسان نبيه ﷺ أن أول من تُسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة (قارئ ومجاهد ومنفق) ولتنظر لوهلة كيف أن هذه العبادات هي من أعظم ما أمر الله عز وجل به، ورُتّب لفاعلها أجور عظيمة ومنازل عالية عنده عز وجل، ومع ذلك فإن بعض من قام بهذه الطاعات الجليلة ; هم أول من يدخلون جهنم والعياذ بالله!! ماهو السبب؟!!!!!! فساد النيّة.. الأول قرأ ليُقال قارئ، والثاني قاتل ليُقال شجاع، والثالث أنفق ليُقال جواد. (نيّات فاسدة أحبطت العمل❌)
ولذلك بدأ أكثر المحدثين كتبهم بالحديث الشهير (إنما الأعمال بالنيات..) وقال فيه الشافعي وأحمد رحمهما الله أن هذا الحديث ثلث الإسلام. وذلك أن قبول العمل ; مرتبط بصحة النية .. فإذا فسدت النية بَطل العمل
قال ابن هبيرة - رحمه الله : لا يقبل الله عملًا إلا بنية، حتى إن المسلم يضاعف له الثواب على أكله وشربه، وقيامه وقعوده ونومه ويقظته، على حسَب نيته في ذلك، وربما يجمع الشيء الواحد عدة وجوه من العبادات بالنية.
● في حال رأيت بعض علامات قربك من الله عز وجل ككثرة الطاعات أو الرؤى الصالحة ; فلا تزكي نفسك وتغتر وكأنك من العشرة المبشرين !!
قال تعالى : فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى.
ثم من قال لك أنك ستموت على ما أنت عليه من الطاعة أو على ما يرتضيه الله عز وجل؟! أفأمنوا مكر الله؟!
رسول الله ﷺ وهو المعصوم قد قال : واللَّهِ ما أدْرِي - وأَنَا رَسولُ اللَّهِ - ما يُفْعَلُ بي ولَا بكُمْ. (البخاري)
وهذا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه "المبشّر بالجنة" يقول : لو نادى مناد من السماء : أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلا واحدا ، لخفت أن أكون هو. (حلية الأولياء)
فمن أنت حتى تأمن على نفسك وكأنك وضعت أول قدم في الجنة؟!
● وهنا ماذا أقول لأقول..! كان النظام حريصا عن طريق مشائخه أن يحذر من أصحاب الدعوة السلفية (والوهابية كما يسمونها) يريدون من الناس أن تكون على دين حسون وعوض والبوطي وغيرهم من المرضيين عنهم.. لكنهم خابوا وخسئوا، فإن قادم الأيام بإذن الله تعالى ستقدم لنا أجيالاً على نهج الصحابة ومن تبعهم بإحسان رضي الله عنهم جميعا.
من أهلك فرعون رأس الطغيان ; لهو قادر على إهلاك من دونه..... فلا ترهبنكم قوة أحد على وجه هذه البسيطة... حتى لو طال الزمن ; سيأتيه يوم ويندثر ملكه وقوته.