(نعمة الجهاد على البشرية وخطورة سلخنا منها)
بقلم د.يوسف الحاضري
Telegram.me/goodeslamفي القانون البشري الإلهي الثابت الأسمى المسمى (القرآن الكريم) تحدث واضع هذا القانون (الله عز وجل) أعطى الله عز وجل مساحة كبيرة جدا للنعمة العظيمة (الجهاد) وبين تبيانا كبيرا وشاملا لمفهوم هذه النعمة وأهميتها ومن هم الذين نجاهدهم وكيف نعد لجهادهم وأداب وأخلاقيات الجهاد ووسائل وأساليب الجهاد ومكاسب الجهاد وخطورة التهرب من الجهاد (سواء كان هروبا واضحا أو هروبا نفاقيا من خلال سرد الأعذار) ولم يكتف عز وجل بذلك بل أعطانا معلومات استخباراتية عن الأعداء الحقيقيين وفصلها تفصيل وجيش جنوده (التي في السماوات وفي الأرض ) و (التي نعلمها ولا نعلمها) لمساندتنا في الجهاد وبين لنا كيف يمكن جلب هذه المعية لدرجة أنه وضح لنا الحالة النفسية التي يجب أن نكون عليها وكيف ستكون بالمقابل الحالة النفسية للأعداء ثم في نهاية المطاف وعدنا بمكافئات عديدة دنيا وآخرة اذا استجبنا كما ينبغي ووعيد خطير علينا دنيا وآخرة اذا تنصلنا عن هذه النعمة العظيمة.
لم تكتف رحمة الله عز وجل بنا بسرد القوانين الثابتة في جانب الجهاد بل سرد لنا أمثلة تاريخية مضت وعكس عليها هذه القوانين ليثبتنا ويجعلنا ننطلق كما ينبغي ، وأيضا رحمته توسعت أكثر (ورحمتي وسعت كل شيء) فلم يكتف بالقوانين الشاملة والقصص المسرودة بل وصل به عز وجل ان يبين لنا ذلك من خلال أحداث عشناها ونعيشها اليوم في كل التفاصيل بشقيه الإيجابي (من خلال الاستجابة) والسلبي (من خلال التنصل) لدرجة انه عز وجل وضح لنا أن تلك المبررات التي نسردها للتنصل بينها لنا أنها مبررات خادعة مضللة لا حقيقة لنتائج وضعناها نحن (وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) ولم يترك شيئا نعلمه او لا نعلمه الا وبينه ووضحه (ما فرطنا في الكتاب من شيء) ولم يبق لنا الا ان نتحرك فقط ختم على كل ذلك بوعده عز وجل لنا بالنصر والفتح والتمكين (ومن أوفى بعهده من الله).
من وضع هذا القانون هو يعلم أن الحروب ستتطور وتكون بأسلحة حديثة ربما سلاحا واحدا يرمى من مسافة جوية بعيده تدمر مدينة بأكملها عوضا عن حروب تكون عن بعد وليس مواجهة مباشرة لذا فهي ثابتة لهذا الزمن وناجحة كما كانت ناجحة لأزمنة سابقة وستكون ثابتة لأزمنة لاحقة حتى تنتهي حقبة الحياة الدنيا في هذه الأرض بغض النظر عن الوسائل والأساليب.
بعد ان عجز الأعداء ان يتصدوا لهذه القوانين لدرجة انهم وصلوا يقينا للإيمان بنتائجها وعدم قدرتهم للانتصار عليها رغم اعدادهم العسكري والعتاد والمال ما أعدوه، تركوا هذا التوجه (المواجهة ضد سنن الله عز وجل) واتجهوا الى سلخنا من هذه القوانين وإبعادنا عنها ليسلخوا عنا سنن الله في التأييد والنصر ونبقى منفردين في مواجهتهم بعتاد لا يصل بالمقارنة المادية الى شيء مما أعدوه فأنتصروا علينا في مواطن كثيرة ومن أهم هذه الخطوات التي قاموا بها تتمثل في ( ابعاد المسلمين عن القرآن بروحيته وحركته ونوره فكانت النتائج كالتالي :-
- غرق المسلمون في الترفية والمتع الدنيوية التي في الأساس ملك للعدو (زين للذين كفروا الحياة الدنيا) وأصبحت نفسياتهم سواء في عشق الحياة والنفور من الموت والآخرة.
- غيروا بوصلة العداوة الحقيقية من (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود) و (هم العدو فأحذرهم) الى اعداء وهميين بل وصل الامر لنعادي بعضنا البعض فتغير مع ذلك قوانين الله وسننه.
- أغلقنا باب الرجاء واللجوء الى الله عز وجل والاستناد عليه وبه الى الرجاء واللجوء بالعدو نفسه والاستناد عليه في قتال بعضنا البعض.
- صنعنا لنا أولويات وأهداف دنيوية خاصة بعدما رمينا الأولويات التي صنعها الله لنا في هذا القانون الانساني العظيم فتحركنا وفقا لرغباتنا واهدافنا الشخصية تاركين اهداف استخلافنا في الارض خلف ظهورنا.
- شوهوا فطرتنا البشرية السوية السليمة الدينية وحرفونا ١٨٠ درجة من ان نكون اشداء على الاعداء رحماء بيننا الى اشداء على بعضنا البعض رحماء تحت نعال العدو الامريكي الصهيوني فأستعل العدو طاقتنا البشرية القتالية ليشغلها لأهدافه.
- جعلنا نركن للدنيا وزرع في قلوبنا الوهن وعشق ملذات الدنيا حتى أصبح حالنا كحاله نخاف الموت فأستطاع بسهولة متناهية ان يخيفنا بما لديه من أسلحة فتاكة فخضعنا له بفيلم سينمائي يستعرض فيه عضلاته .
- جذبنا من قوانين الله عز وجل في السلاح والتسليح والاعداد الى قوانينه البشرية بل وصل الامر الى ان يكون هو المدرب لنا والموجه لنا في نوع وكم الاسلحة التي يجب ولا يجب ان نمتلكها .
- دمر مشاعرنا الانسانية الاسلامية دمارا شاملا حتى اصبحنا لا نتأثر بمآسي المسلمين خاصة في فلسطين ولا تحرك نداءات الاطفال والنساء والمكلومين والمظلومين فينا اي شيء وننظر للاجزاء المتناثرة من اجسادهم والى الكلاب تنهش فيهم احياء ولا تحرك فينا شيئا أبدا.