أبناؤنا.. إلى أين..؟
.
.
مررت اليوم أمام ثانوية في وسط العاصمة في وقت خروج التلاميذ، فسمعت أصواتا عالية تنادي بأثمان، كأنما نحن في سوق شعبي للخضر..! التفتّ فلم أر طاولة حلويات، ولا مرطبات، ولا ساندويتشات، والصوت يتعالى معلنا تنافسية في الأسعار، فهمت عندها أن هذا السوق الجِواري ما هو إلى سوق "مخدّ))رات"..! في ثانوية تحيط بها وزارتان ومصالح أمنية وعدة إدارات عمومية، وفي وسط حيّ تسكنه عموما الطبقة المتوسطة القريبة إلى الغنى..
.
ثانوية في جوارها مدرسة ابتدائية يخرج منها أطفال كالورود، إن لم تحضر إثما سمعت فحشا، وإن لم تسمع فحشا تعرّضت لمشاهد تخدش طفولتها. ثانوية في جوارها شارع رئيسي يمثل واجهة حضارية للعاصمة، إن لم تكن إسلامية فلا أقل من أن تكون لبقة..! ثانوية في جوارها مسجد من أعرق مساجد العاصمة يرتاده "أهل الله" من كل فئات المجتمع وطبقاته من الوزير إلى الخفير..
.
ثانوية تحضرها القنوات التلفزيونية يوم امتحان البكالوريا ليشهد بها المواطن السير الحسن للمسابقة، فتنتظم أمور الحي، ثم تذهب القنوات فتحضر الفوضى، ويذهب الأمن فتنزل مكانه الجريمة..
.
ليست هذه الثانوية ولا هذا الحي بأحق من أي شبر آخر في الجزائر بحمايته من كل الآفات، وعلى رأسها الجريمة والمخد))رات. ولكن العين تشهد الحاضر فتقيس عليه الغائب، وتعاني القريب كأنما تعاين به البعيد.
.
ليس عندي ما أقوله من غير هذا الوصف إلا شيئا واحدا، دعوة من قلبي أسأل الله أن تكون خالصة لوجهه الكريم، اللهم أحفظ أبناءنا وأبناء المسلمين فقد انقطعت بنا السبل وأعجزتنا الأسباب، اللهم احفظهم بحفظك واصرف عنهم شياطين الإنس والجن، واقبض عنهم يد من يبيعهم الموت، وابسط إليهم يد من يهديهم الحياة. اللهم من سعى في تسميم أبنائنا، لشرٍّ في نفسه، أو لنفاق في قلبه، أو لطمع بين عينيه، فاجعل كيده في نحره، وسمام سلعته في دمه، واشغله بنفسه، ولا تُمته حتى تُفقره وتُمرضه وتُعجزه.
حسبنا الله ونعم الوكيل..
.