لفتة.. . . أحسب أننا مفرّطون في قراءات آيات الأحكام في الصلوات المفروضات، منصرفون في الغالب إلى قراءة آيات الأخبار والوعد والوعيد والقصص، وقصار السور، ونحن نحرم أنفسنا بذلك من خير عظيم. . لم أدرك المغرب في الجماعة فصليت منفردا، فقرأت في الصلاة قوله تعالى: (يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ ‌وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمٞ كَبِيرٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلِ ٱلۡعَفۡوَۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ ٢١٩ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡيَتَٰمَىٰۖ قُلۡ إِصۡلَاحٞ لَّهُمۡ خَيۡرٞۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمۡ فَإِخۡوَٰنُكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ ٱلۡمُفۡسِدَ مِنَ ٱلۡمُصۡلِحِۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَعۡنَتَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٢٢٠). . وتفكّرت في المناسبة بين آية تقبيح الخمر والميسر وآية صيانة مال اليتامى، فظهر لي -والله أعلم بمراده- أنه ليس شيء أخوف على أمانة الرجل في يده على مال اليتامى من أن يكون معاقرا للخمر أو لاعبا بالميسر، فإن هاتين الآفتين تأكلان المال أكلا، ولذلك وقع السؤال عن الإنفاق بعد آية الخمر والميسر، لما في الخمر والميسر من أسباب إتلاف المال، فدل نسق الكلام على أن الله نبه أولا على أصل الافتقار، وهو الخمر التي تغيب العقل فلا يدري المرء معها ما أعطى ولا ما أخذ، والميسر الذي لا يزال يغري المرء بالزيادة وهو يجره إلى النقصان، ثم بين ما يتعرض للتعطيل بسبب ذلك من الأحكام الشرعية. . نسأل الله العظيم أن يرزقنا تقوى في قلوبنا نحفظ بها النعم ونؤدي بها الحقوق. .