The account of the user that owns this channel has been inactive for the last 5 months. If it remains inactive in the next 20 days, that account will self-destruct and this channel may no longer have an owner.
The account of the user that owns this channel has been inactive for the last 5 months. If it remains inactive in the next 27 days, that account will self-destruct and this channel may no longer have an owner.
تتبرج النساء في الشوارع كأنهن نسين يوم الحشر! ما بالهن!؟ ألم يسمعن قوله تعالى؛ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ؟ ألم يسمعن قوله تعالى؛ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ؟ ألهاهم طول الأمل وصِغَر السن وكثرة المتبرجات، فأخذتهم الفتنة بلا هوادة، وكُنّ مجاهراتٍ لمعصيةٍ، تلقي على عاتقهن جبال سيئات، لا تشم الواحدة منهن ريح الجنة. قد بِعن جنتهم بثمن بخسٍ! قد أفسدن دينهن ودين غيرهن، قد أفسدن حياء أخواتهن، قد أفسدن ثباتهن. ما بالهن قد خضعن للفتنةِ؟ فأصبحن لقمة سائغة بين ضروس الشيطان، يلوكهم كما يحلو له. مغبونٌ من ظن أن الجنةَ سهلة سائغة، ظالم لنفسه من ظنّ أن اللّه رحيم وتغاضى عن عقابه سبحانه. ألا فلتعلمن أن عقاب الله شديد، وأن النار غليظة شديدة، وأن يوم القيامة شديد.
يا مبخوس الحظ اشك فوات النصيب، لذ بالجناب ذليلًا، وقف على الباب طويلًا، واتخذ في هذا العشر سبيلًا، واجعل جناب التوبة مقيلًا، واجتهد في الخير تجد ثوابًا جزيلًا، قل في الأسحار: أنا تائب، ناد في الدجى: قد قدم الغائب:
أنا المسيء المذنب الخاطي الـمــفـرط البـيــن إفـراطــي
فـإن تــعـاقــب أنـا أهـل لـه وأنت أهل العفو عن خاطي
وكما أن أجر الطاعة يضاعف في الأوقات الفاضلة فإن المعصية فيها هي انتهاك لحرمتها، والذنب فيها أشد من غيرها، قال الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ...} [التوبة]، قال القرطبي رحمه الله: "لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب، لأن الله سبحانه إذا عظَّم شيئاً من جهةٍ واحدةٍ صارت له حرمةٌ واحدة، وإذا عظّمه من جهتين أو جهاتٍ صارت حرمتُه متعددةً فيضاعف فيها العقاب بالعمل السيئ، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال" [الجامع لأحكام القرآن]، ولذلك كان بعض الأئمة يتجنبون ما قد يؤخذ عليهم في أيام العشر من ذي الحجة تعظيما لها، لأنها في الأشهر الحُرم التي نهى الله تعالى المسلمين أن يظلموا فيها أنفسهم، فهذا الإمام أبو زرعة الرازي -رحمه الله- روى أحد تلاميذه أنه سأله عن حديث ابن أبي هالة في صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- في عَشْرِ ذي الحجة، قال: فأبى -يعني أبا زرعة- أن يقرأه علي، وقال لي: فيه كلامٌ أخاف أن لا يصحّ، فلما ألححت عليه، قال: فأخِّرْه حتى تخرج العشر، فإني أكره أن أُحَدِّثَ بمثل هذا في العَشْر".
◾️ الجهاد في هذه الأيام
وقد تقدّم أن أيام العشر من ذي الحجة أفضل أيام العام، وأن العمل الصالح فيها أفضل من الجهاد في سبيل الله، إلا إنْ خرج المسلمُ بنفسه وماله ولم يرجع بشيء من ذلك، كما جاء في الحديث، والمتأمل للحديث يجد أنه جاء بلفظ "العمل الصالح" ليشمل كل الأعمال الصالحة التي يستطيعها المسلم، ومن تلك الأعمال الصالحة بل على رأسها هو الجهاد في سبيل الله تعالى، فالمقصود من الحديث هو عمل الصالحات من غير الجهاد في هذه الأيام هو أفضل من الجهاد في غيرها، أما إن كان الجهاد فيها فهو بلا شك أفضل القربات وأجل الطاعات، قال ابن القيم -رحمه الله-: "والأفضل في أيام عشر ذي الحجة الإكثار من التعبّد، لاسيما التكبير والتهليل والتحميد، فهو أفضل من الجهاد غير المتعين" [مدارج السالكين]، فالجهاد المتعيّن أفضل من سائر الأعمال الصالحة في هذه الأيام وغيرها، وقال -رحمه الله-: "إن أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته، فأفضل العبادات في وقت الجهاد: الجهاد؛ وإنْ آل إلى ترك الأوراد من صلاة الليل وصيام النهار، بل ومن ترك إتمام صلاة الفرض، كما في حالة الأمن"[مدارج السالكين]، فعلى المجاهدين اليوم أن يشكروا الله تعالى على ما وفقهم إليه من هذه العبادة العظيمة في هذه الأيام العظيمة، وأن يبادروا لزيادة الأجر واغتنام الفرصة في التقرب إلى الله تعالى في هذه الأيام بأعمال سوى جهادهم في سبيل الله، فيُكثروا من التكبير والتحميد والتهليل وقراءة القرآن وقيام الليل وصيام النهار والاستغفار، وأن يستشعروا أنهم إنما يقاتلون عدوهم بالأعمال الصالحة، فكلما زاد رصيدهم منها اقتربوا من النصر على عدوهم، وزادهم الله قوة وثباتا.
نسأل الله أن يعيننا على اغتنام مواسم الطاعة، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وألا يكلنا لأنفسنا طرفة عين، وأن يدخلنا برحمته في عباده الصالحين، والحمد لله رب العالمين.
بدأنَا في عشرٍ مُباركات، أرفعُ الأيّام وأرجَاها، أقسمَ بها الله، وعظّمها رسولُ الله، واجتهدَ فيها الصّالحون، وسبقَ فِيها المُفرّدون!
تاجُها يومُ النّحر، وموقفُها عَرفة، وفضلُها في سائِرها، تعظم فيها الحُرَم، وتتضاعفُ فيها الأجُور، ويتأتّى فيها العملُ بقولِ الحقّ -تباركَ وتَعالى-:{وَالسَّبِقُونَ السَّبِقُونَ} فالسّباقَ للخَير، والسّباق عن الشّر
فأكثرُوا فيها مِن القولِ النافع، والعملِ الصّالح، واجعلُوا لكم وِردًا من صدقةٍ وصيامٍ وقرآنٍ وذِكر وقيَام!
عن سعيدِ بن جُبير -رضيَ اللهُ عنه-: "لا تُطفِئُوا سُرُجَكُم ليالِي العَشر، تُعجبهُ العِبادة".
قال ابنُ القيّم -رحمهُ الله-: "والأفضلُ في أيّام عشرِ ذِي الحجّة، الإكثارُ من التّعبد، لا سيّما التّكبير والتّهليل والتّحميد، فهو أفضلُ مِن الجِهاد غيرِ المُتعيّن".
قال ابنُ حَجر: "والّذي يظهرُ أنّ السّبب في امتِياز عشرِ ذي الحِجة لمكانِ اجتماعِ أُمّهات العِبادة فيه، وهي الصّلاة والصّيام والصّدقة والحجّ، ولا يتَأتّى ذلك في غيره"
وذهبَ السّلف في تَعظيمها مذهبًا يروقُ للنّاظر، ويُعجِزُ اللّاحِق!
ذكرَ البرذعي في سُؤلاته لأبي زُرعة الرّازي -رحمهُم الله-: "أنهُ سألَ أبا زُرعة عن حديثِ ابن أبي هَالة في صفةِ النّبي -صلّى اللهُ عليه وسَلم- وهُم في عَشر ذي الحجّة، قال البرذعي: فأبَى أن يقرأهُ عليّ وقالَ لي: فيهِ كلامٌ أخافُ أن لّا يَصحّ (يعني عن الرّجل) فلمّا ألححتُ عليه، قَال: فأخِّرهُ حتّى تَخرُجَ العَشر، فإنّي أكرهُ أن أُحدّث بمثلِ هذَا في العَشر. يعني حديثَ أبي غسّان عن جميع بن عمر".
• ما كان أحد أحبَّ إليَّ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنتُ أطيق أن أملأ عيني منه إجلالًا له، ولو سُئلت أن أصفه ما أطقتُ لأني لم أكن أملأ عيني منه. . - عمرو بن العاص - رضي الله عنه.