#شرح_الحديث :☁️
في هذا الحَديثِ يَقولُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا تَقُصَّ الرُّؤيا"، وهي ما يَراهُ النَّائِمُ حالَ نَومِه، وتُسَمَّى أيضًا الحُلْمَ، والمُرادُ بها الرُّؤيا الصَّالِحةُ والحَسَنةُ؛ لِأنَّنا مَنهيَّونَ عن قَصِّ الرُّؤيا السَّيِّئةِ، بل نَستَعيذُ باللهِ ونَتفُلُ على الشِّمالِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، "إلَّا على عالِمٍ، أو ناصِحٍ"؛ لِأنَّ العالِمَ يُؤَوِّلُها على الخَيرِ مهما أمكَنَه، والنَّاصِحُ يُرشِدُ إلى ما يَنفَعُ بتأويلِها، وإنْ عَرَفَ خَيرًا قالَه، وإنْ جَهِلَ أو شَكَّ، سَكَتَ، ولِأنَّه إذا حَدَّثَ بالرُّؤيا الحَسَنةِ غَيرَ العالِمِ والنَّاصِحِ فقد يُفَسِّرُها له بما لا يُحِبُّ؛ إمَّا بُغضًا، وإمَّا حَسَدًا، وقد تَقَعُ على تلك الصِّفةِ، أو يَتعَجَّلُ الرَّائي لِنَفْسِه من ذلك حُزنًا ونَكَدًا على غَيرِ حَقيقةِ الرُّؤيا، ولذلك أمَرَ بتَركِ تَحديثِ غَيرِ العالِمِ والنَّاصِحِ وغَيرِ المُحِبِّ واللَّبيبِ.