بدعتي الحزن والفرح في يوم عاشوراء!!
قال تقي الدين ابن تيمية رحمه الله: صار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يُحدِثُ للناس بدعتين: بدعة الحزن، والنوح يوم عاشوراء، من اللطم، والصراخ، والبكاء، والعطش، وإنشاد المراثي، وما يُفضي اليه ذلك من سب السلف، ولعنتهم، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب، حتى يسب السابقون الاولون، و تُقرأُ أخبارُ مصرعه التي كثير منها كذب.
وكان قَصْدُ من سَنَّ ذلك فتحَ باب الفتنة بين الامة، فان هذا ليس واجبا ولا مستحبا باتفاق المسلمين، بل إحداثُ الجزعِ والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله ورسوله.
وكذلك بدعة السرور والفرح.
وكانت الكوفة بها قوم من الشيعة المنتصرين للحسين، وقوم من الناصبة المبغضين لعلي رضي الله عنه وأولاده.
فأحدث أولئك الحزن، وأحدث هؤلاء السرور.
وهذه بدعة أصلها من المتعصبين بالباطل على الحسين رضي الله عنه، وتلك بدعة أصلها من المتعصبين بالباطل له، وكل بدعة ضلالة.
ولم يستحب أحد من أئمة المسلمين الاربعة ولا غيرهم، لا هذا ولا هذا، ولا في شيء من استحباب ذلك حجة شرعية.
بل المستحب يوم عاشوراء الصيام عند جمهور العلماء، ويستحب ان يصام معه التاسع، ومنهم من يكره إفراده بالصيام، كما قد بُسط في موضعه اهـ [باختصار منهج السنة ١٧٤/٣-١٧٥]
وقال ابن كثير رحمه الله: كل مسلم ينبغي له أن يُحزنه قتل الحسين رضي الله عنه، فانه من سادات المسلمين، وعلماء الصحابة، وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي هي أفضل بناته، وقد كان عابدا وشجاعا وسخيا؛ ولكن لا يحسن ما يفعله الشيعة، من إظهار الجزع، والحزن، الذي لعل أكثره تصنع ورياء.
وقد كان أبوه أفضل منه، فقتل، وهم لا يتخذون مقتله مأتما، كيوم مقتل الحسين!! اهـ [البداية و النهاية ٢٠٤/٨-٢٠٥]
#بدع_عاشوراء