الليل ذواتنا المرهقة، فراغات من الماضي، نكون فيه بعمر العقل لا الأقدام ولا الملامح باندفاع القلب، بانهمار العاطفة، بأسئلتنا الكبيرة، في الليل نكون نحن بنقصنا لا نكون بما نريد، لأن ما نريده ليس نحن. نحن حصيلة الأشياء التي لم نردها. أحبُّ الليل لأنه يستمع مني الطريق التي أحفظها نهارًا، يختبر ذاكرتي، ويستدعي بصيرتي . أحبُّ الليل، أحب أن يكون بإمكاني الحديث دون صفة. الليل قد لا يكون أسودً، لكنه لن يكون رماديًا، قد يكون متطرفًا أو فراغًا، لكنه لن يكون محايدًا. أحبُّ الليل لأنه واضح كالعدم
يطول الليل وكل الذكريات تعود مثل دعوة مفتوحة للعذاب بلهفة تطرُق القلب عِنوةً تُنشد الرُوح كلمات تحملك لعالمٍ أخر حيث تحلم أن تكون حيث ينبغي أن تكون حيث كُنت ومن ثُم لن تكون تطرُق القلب بعُنف كل تلك الصور اللحظات التخيلات ومن ثُم تعود فجأةً إلى حيث لا تحب لا ترغب ولا تنتمي.