قبل سنة، قُتِل محمود في غزّة، تقبله الله في الشهداء، من طلاب البناء المنهجي، مذكور بالخير، مشهود له بحسن الخلق، من أهل القرآن، ذكي مثقف متعلم، أحببتُه كثيراً ولم ألتق به.
تقبلك الله في الشهداء يا محمود وأعلى درجتك ومنزلتك، اللهم اجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، واجمعنا به في الجنّة.
بشوف إن اللي فاهم الحياة صح « مبيأجلش قرار مُهم لمجرد إن القرار دا مُمكن يحسسه بـ شوية تعاسة »
بشوف إن الإنسان - مهما بلَغت درجة عقلانيته - فـ طبيعي تكون مشاعره بتمتلك جزء من سُلطة التأثير على يومه
يعني الحقيقة الخالدة للحياة بتقول إن مفيش أي طريقة أو أسلوب أو مهارة هتخلي الإنسان يهرب من مُعايشة الألم
ولذلك اللي بينقذ الإنسان من مشاعره السيئة مش رغبته المَتينة في عدم المرور بيها .. لكن يقينه أنها لو حصلت هيقدر يتعامل معاها عادي.
زي ما دكتور Carl Jung كان بيقول « إذا فعلت الشيء الذي تخشاه، ستكتشف في النهاية أنه ليس بذلك السوء »
فـ شجاعة الإنسان مش معناها إنه يبطل يخاف، والقوة النفسية مش مُرادف لـ إنعدام الشعور .. لكن المعنى الحقيقي إنّك تتمسك بالشيء الجيد حتى لو نتج عنه شعور سيء.
لن يجد المسلم سلواناً في كربه مثل قوله: يارب = سلوان كثيف وملاذ عظيم، فالطمع في الله حسن ظن به، ومناجاته أُنس، وذكره اطمئنان، والتوكل عليه راحة، والتسليم له إيمان، فتجد لطف الله يزهر قلبه، وتهدأ به نفسه، وتتسع روحه برضا الله عليه.. فهل للحياة طيب إلا هذا؟!
اللهم واسع فضلك وجميل رحمتك وعافيتك وحُسن التوكل عليك، ونعمة التسليم لك، يا رحمن السماوات والأرض، أنت وحدك لا شريك لك.
إذا أراد الله أمرًا هيَّأ أسبابه، فرُبما سعى المرء بكُلّ سبب فلم يفلح، ثم يَقع له سبب لم يمتهِد له وسيلة قطُّ فإذا هو عند بُغيته، وإذا هو قد ملأ يديهِ مما كان قد يَئِس منه،
فلا يكون عجبهُ كيفَ خاب في الأُولى بأشدَّ مِن عجبهِ كيف نجح في الثانية!
"إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبا، إنكم تدعون سميعًا قريبا".. معنى قربه تعالى وأنه لا يغيب أبدًا في كل وقت، معنى شريف جليل لا يحسن الإنسان الإبانة عنه بيانًا يليق به! تذهل النفس أمامه، خوفا وطمعا! وانظر من شئت ممن تحبهم ويحبونك، فإنهم لا بد لهم من حجبة أو غيبة، لكن الله تعالى هو الباطن الذي ليس دونه شيء، القريب بسمعه وبصره وإحاطته وعلمه، المجيب الذي لا رادَّ لفضله ولا مُمسكَ لرحمته! وهذا فيه ما فيه من إيناس وود، ورحمة وحب، وفضل لا يتناهى، وشرف لا يُدرَك! مع ما فيه من جلالة وعظمة تحمل الإنسان على سجود طويل فيه القرب والإجابة والنور!
كلَّ ليلةٍ أحاولُ أنْ أذكِّرَ نفسي أنَّها إن بذلت أوسع ما تقدر من الأسباب ولم يشأ الله ما نالت شيئًا، وأنَّها إذا حرصت كلَّ الحرصِ على شيءٍ لن تنالَه ما لم يكتبْه اللهُ لها، وأنَّها لن تتّقي من الشرِّ سوى ما يصرفُه اللهُ عنها، وأنَّ ما أصابها ما كان ليخطئها، وما أخطأها ما كان ليصيبها، ليس لي من الأمر شيءٌ والأمر كلُّه لله، لن ينفعني جهدي ما لم يسدِّده الله، ولن توجدَ الأسباب ما لم يُهيئها الله، إن يمسسني بضرٍّ فلا كاشف له إلّا هو، وإن أرادني بخيرٍ فلا رادَّ لفضله.
فتهدأ نفسي وتسكنُ وتتحرَّرُ من الأسبابِ والدُّنيا وتتعلَّقُ بالله، والله غالب على أمره.
وما رميت إذ رميت ولكنَّ الله رمى، فكن بجوار الرّامي تسلم! والله غالبٌ على أمره ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعلمون!