أي: استعلن ﴿الفسادُ في البرِّ والبحرِ﴾؛ أي: فساد معايشهم ونقصها وحلول الآفات بها وفي أنفسهم من الأمراض والوباء وغير ذلك، وذلك بسبب ما قدَّمَتْ أيديهم من الأعمال الفاسدةِ المفسدةِ بطبعها. هذه المذكورة، ﴿لِيُذيقَهم بعضَ الذي عملوا﴾؛ أي: ليعلموا أنَّه المجازي على الأعمال، فعجَّل لهم نموذجًا من جزاء أعمالهم في الدنيا؛ ﴿لعلَّهم يرجِعونَ﴾: عن أعمالهم التي أثَّرت لهم من الفساد ما أثَّرت، فتَصْلُحُ أحوالُهم، ويستقيمُ أمرُهم؛ فسبحان من أنعم ببلائِهِ، وتفضَّلَ بعقوبتِهِ، وإلاَّ؛ فلو أذاقهم جميعَ ما كسبوا؛ ما ترك على ظهرِها من دابَّةٍ.
- «أعلى الهِمم في طلب العِلم طَلب علمِ الكِتاب والسُّنة،والفَهم عن الله ورسولهِ نفسَ المُراد، وعلم حدُود المُنزَل،وأخسُّ همّم طُلاب العِلم قصْر هِمَّته على تَتبع شواذّ المَسائل وما لم يَنزِل ولا هو واقعٌ». • ابنُ القيّم-رَحمهُ الله-.
عن جعفر بن سليمان قال: كانت امرأةٌ بالبصرة متعبِّدة تصيبها المصائب فيُذكر من صبرها، حتى أصابتها مصيبة مُوجِعة، فصبَرت، فذكرت ذلك لها فقالت: ما من مصيبة تُصيبُني فأذكر معها النار، إلا كانت في عيني مثل التراب.
لا تطيب نفس المرء، ولا يهنأ بلحظةٍ كاملة، ولا يرتاح قلبه بين جنبيه ومُصاب الأمّة شديد! كأنَّما تُغرَز الآلام فيه غرزًا، يا لشِدَّة الألم ويا لكثرة التّقصير! اللهُمَّ لُطفك ورحمتك