"دُر في فلك الصدق، فإن مغادرته قتل لمعناك، ولا تعجل ببذل قلبك؛ فالحواة كثيرون، وصُن لسانك عن قول ما لا يسكن صدرك، ولا تعش مُستعارا؛ فالدنيا عاجلة زائلة، واعلم أن الاستكثار من البشر تعب؛ لأن أهل المحبة قليل."
- "يا رب؛ إنني لا أفلح في التخلص من شعوري بالغرابة كلما نظرتُ حولي، أنا غريبةٌ هنا والغريبُ حائرٌ لا يعرفُ ما يفعل ليعيش في المكان الذي يستغربه.
يا رب؛ الأشياء في يديَّ سريعةُ العطب، المعنى في رأسي دائمُ التفلُّت، والصبرُ في قلبي مُتعَبٌ وكسير، إنني أركضُ دائمًا للحاق بكل الأشياء، وحين أنظرُ إلى قدميَّ أرى أنني راوحتُ طوال الوقتِ في ذراع واحد.
يا رب؛ أنتَ أرسلتني إلى هذه الدنيا وأنا لا حيلة لي، لا تتركني وحدي للحيرة، للشعور بالغربة، وللعجز عن عيش الحياة خارجَ قلبي ورأسي. أنتَ خلقتَني وأنتَ تولَّ أمري، علِّمني لأنني لا أعرفُ كيف يعيش المرء خارج نفسه."
- "علِّمني أنْ أكونَ جليلَ الذاتِ في الخَلَوات، شديد الخُطى بين الجُمُوع، بلا تنازلٍ يُثقِلُ ظهري ولا هوانٍ يُضعِفُ أمري، واقصِم مني الرِّياءَ واقسِم لي الحياء، ولا تجعلني فارغًا يتَتَبَّع، بل غارسًا يتَشَبَّع، آمين."
"لا أستطيع أن أكون شيئًا آخر غير نفسي، أفضل أن أعيش حياة صغيرة أملكها، عن أن أعيش حياة كبيرة تملكني. أريد أن أكون حرًا، أريد أن أقطع صلتي بكل ما يُفرض عليّ من واجباتٍ لا أؤمن بها."
"بإختصار، ما يحركنا تجاه الآخر ليس حضوره فحسب، بل أيضًا طريقته في التأكيد لنا أنه حتى على مسافة بعيدة يريد أن يكون جزءًا من حاضرنا. إنه أكثر بكثير من الحب. عليك أن ترغب وتعرف كيف تكون."
- " كانت دوافعه هي السّخط المتواصل، ومرارة النفس، والوعي العميق للمظالم التي يعانيها، وردّ الفعل حتى ضد الخيّرين والأبرياء والمستقيمين من الناس، إذا كان على وجه الأرض من يستحق هذه الصفات.
كانت بداية أفكاره كلها ونهايتها كلها هي الحقد على القانون البشري، هذا الحقد الجدير به، إذا لم تكبح من نموه حادثة ذات نفحة إلهية، أن يُمسي حقدا على المجتمع، ثم حقدا على الجنس البشري، ثم حقدا على الخليقة. "
- "ستستيقظ في بعض الأيام شاعرًا وكأنّ العالم كله في قبضة يدك، وأنك قادر على مواجهة أي شيءٍ وكل شيء، أن أحلامك لا محدودة، وعزيمتك لا تهزها ضربات الحياة الموجعة، وأنك قويّ جدًا، وصلب جدًا.
في أيام أخرى، ستستيقظ غير قادر على مواجهة ضوء الشمس وكأن العالم يُحكم قبضته من حولك ويضيق عليك ضلوع صدرك، ستشعر أنك ضئيل كعصفور جريح، وهشّ ككأس من الزجاج، تنأى بنفسك عن أي مواجهة خشية أن تنكسر. أنت القويّ الصلب، وأنت الضعيف المنكسر، وهذه هي الحياة بحالتيها، هذه هي الحياة التي ترفعك فوق قمم الجبال أيامًا، وتخسف بك الأرض في أيام أخرى.
وعليك تقبل ذلك واعتياده، أن تُحبّ نفسك القوية وتهذبها حتى لا يُصيبها شيء من الكِبْر الذي ينخر في النفوس حتى تعطب. وأن تُحبّ نفسك الضعيفة وتكون رؤوفًا بها حتى تمرّ من النفق المظلم بسلام."