- إن مسَّنا الضرُّ أو ضاقت بنا الحِيَلُ فلن يخيبَ لنا في ربِّنا أملُ وإن أناخت بنا البلوى فإن لنا ربًّا يُحَوِّلُها عنّا فتنتقلُ اللهُ في كلِّ خَطبٍ حسبنا وكفى إليه نرفعُ شكوانا ونبتهلُ من ذا نلوذُ به في كشف كربتنا؟ ومن عليه سوى الرحمن نتكلُ!
- وقد يصرف الله اليوم عنك شيئًا تحبه فتأسف عليه ويتفطّر قلبك أسى على فواته وفي علم الله السابق وعلمه المحيط أن وقوعه لك ووصولك إليه وحصولك عليه يضرك في دينك أو دنياك فحماك منه، لا بخلًا ولا عجزًا وإنما رحمة ورأفة وعناية ورعاية ولطفًا وعطفًا وكفاية و وقاية.
- فرّج الله عنّا في سوريا وعن أهلنا في السودان وفي كل مكانٍ يُستضعف فيه مسلم .. مصاب فلسطين لا ينسينا مصابهم ولا الدعاء لهم، وكلّ قهرٍ يتجرعه إخواننا -أينما كانوا- يدكّ بحرقته صدورنا .. اللهم عليك بكل ظالمٍ قاتلٍ مستهترٍ بدماء المسلمين وأعراضهم.
يتسابق الصّادق مع نفسه، ينافسها ألفًا ويغلبها ألفًا، تدور معارك النَّفس دون عين أحد! حربٌ بينه وهواه، سِجالٌ خَفِيّ، وصِدقٌ يُكابِدُ صاحبه! له في السِّرّ أسرار، وفي الظِّلّ أقمار، هادئ الوجه، مشتعل الرّوح، يستَظِلُّ بإخلاصٍ يُؤدّبه، وصدقٍ يُهذّبه!
يتّكئ على عُمق سجدته، سَلواهُ دفءُ دمعته، قُرّة عينهِ أُمّته، شابَ شبابُه، وقَلّ سرابُه، يعلم الوجهة، يسيرُ بدبيبٍ هادئٍ، وسكينةٍ غالية، يدفع لله عُمرًا، وللجنّة مهرًا، وما زال يُحاول!
- ولا شيء يُطمئنُ نفسَ المؤمنِ إلا أنَّ أمرهُ كُلَّه بيدِ خالِقه ومالِكه ومُدبِّر شؤونه، إن عزَّ به الخطب، وطالَ به البلاء، وحلَّ عليه الأسى، تذكَّر إنما هو هيِّنٌ بلُطفِ مولاه، يسيرٌ برحمته، مُنفرجٌ بقُدرته جلَّ جلاله، ومن رُزقَ اليقين في هذا سكَنت نفسهُ، وسلَّم بالرِّضا قلبه.