من روى عن مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروءته ليسقطه من أعين الناس، أخرجه الله من ولايته الى ولاية الشيطان ، فلا يقبله الشيطان. كما يقول القرآن الكريم : {فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} [الحشر : 16].
يُصاب أحدكم بصداع أو مغص، فيرى الدنيا سواء مظلمة، فلماذا لم يرها لما كان صحيحاً مُشرقة؟ ويُحمى عن الطعام، فيشتهي لقمة الخبز، حتى يحسد من يأكلها، فلماذا لم يعرف لها لذّتها قبل مرضه وحمية الطبيب له؟ لماذا لا تعرفون النّعَم إلا عند فقدها؟! لماذا يبكي الشيخ على شبابه، ولا يضحك الشابّ لصباه؟ لماذا لا نرى السعادة إلا إذا ابتعدت عنّا؟
«العلم فهو ضياء الإنسان في الحياة، به يبصر الإنسان ما حوله ويستدل في تصرفاته وأفعاله، ولولاه لكان مثله مثل الأعمى لا يدري أين يسير ولا يبصر أين يذهب، فإن انتفع به في سلوك سبيل الخير أفاده، وإن سلك به مسالك الشر أضرّ به»
المظلوميّة الجسديّة للزهراء (عليها السلام) تمثّل البذرة الأولى للتأريخ الدامي لمذهب أهل البيت (عليهم السلام). ولذلك فإنَّ عدم الاهتمام والعناية بهذه القضية يُعدّ تغطية على أهمّ حلقات تأريخ التضحية والنضال عندنا.
١- صلاة الاستغاثة بالبتول (عليها السلام). تصلي ركعتين ثم تسجد وتقول: يا فاطمة مائة مرة، ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل مثل ذلك، وتضع خدك الأيسر على الأرض وتقول مثله، ثم اسجد وقل ذلك مائة وعشر دفعات، وقل: "يا آمنا من كل شيء، وكل شيء منك خائف حذر، أسئلك بأمنك من كل شيء وخوف كل شيء منك، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعطيني أماناً لنفسي وأهلي ومالي وولدي حتى لا أخاف أحداً ولا أحذر من شيء أبداً إنك على كل شئ قدير. (بحار الأنوار، ج ٨٨، ص٣٥٦).
٢- روى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا كانت لك حاجة إلى الله وضقت بها ذرعاً، فصل ركعتين فإذا سلمت كبر الله ثلاثاً، وسبح تسبيح فاطمة (عليها السلام)، ثم اسجد وقل مائة مرة: يا مولاتي فاطمة أغيثيني، ثم ضع خدك الأيمن على الأرض، وقل مثل ذلك، ثم عد إلى السجود وقل ذلك مائة مرة وعشر مرات واذكر حاجتك فإن الله يقضيها».
٣-تصلي ركعتين فإذا سلمت فكبر الله ثلاثاً وسبح تسبيح الزهراء (عليها السلام) واسجد وقل مائة مرة: يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني، ثم ضع خدك الأيمن وقل كذلك، ثم عد إلى السجود وقل كذلك، ثم ضع خدك الأيسر على الأرض وقل كذلك، ثم عد إلى السجود وقل كذلك مائة مرة وعشر مرات، واذكر حاجتك تقضى. (بحار الانوار،ج٩٩، ص٢٥٤).
قد يأتي في ذهن البعض: أنَّ الحديث عن الزهراء عليها السلام يناسب في الدرجة الأولى النساء؛ لأنها امرأة، والإقتداءُ ينبغي أن يكون للنساء.. وهُنا نقول: الرجولة والأنوثة هذهِ صفات الأبدان، وإلا الأرواح أرواحٌ واحدة، لم يقل أحد لا قديمًا ولا حديثًا، لا من الفلاسفة ولا من أهل الحديث: أنَ الأرواح على قسمين؛ روحٌ ذكورية، وروحٌ مؤنثة.. الروح هي أمانة الله -عز وجل- نفخت في بني آدم.. فإذن، الزهراء حقيقتها حقيقةٌ لا توصف: لا بالذكورةِ، ولا بالأنوثة.. وهكذا أرواح المعصومين والأنبياء (عليهم السلام).. وبالتالي، فإنّه يصح أن نقول: إن الرجال يمكنهم التأسي أيضاً بهذهِ السيدة الطاهرة كالنساء.
عليكُم أن تجدّوا في تعلّم دينكُم في العقائد والأحكام، وتتعرَّفوا علىٰ الحلال والحرام، والحذر من إهمال ذٰلك أو التَّسامح فيه، مهما كلَّف الثمن، وضاقَ الوقت، وكثرت المشاغل، فإنَّ خطر التَّسامح فيه عظيم، وخسائره لا تُعوّض، والله سبحانه وتعالىٰ يعينكُم، وييسر أمركم، لأنَّهُ في عون عبده إذا عرف منه الاهتمام بأمرهِ والسَّير في طريق رضاه.
وحبَّذا لو كانَ ذٰلك بوجهٍ رتيب منظَّم، فإنهُ أحرىٰ بأن تستمروا عليه، ولا تُهملوه، بخلاف ما إذا ابتنىٰ علىٰ ما يتيسر من دون تنظيم، فإنه يتعرض للإهمال، لكثرة المشاغل والملهيات.