فلسطيني وطَعمي يُشبه الزيتونَ والزّعتر!
أنا فخريَ المَمْشوق في وجه العدى: ديني،
لا تُربةَ الأرضِ، لا، ولا الطِّينِ،
فارفع إذن يا صاحِ: ألوية الهُدى
واصدح، إذا ما فاخروك وقل: الله أكبر..!
ثم توالت الأيام في (سجن عوفر ) وحلاقة الشعر ممنوعة، فطال حيثما نبت، وكان شعر الرأس واللحية يتساقط على ارض الغرفة فنجمعه مرتين كل يوم، وما خفي أعظم،
ولكن مشكلتنا الكبرى كانت مع شعر الشارب، فهو لا يتساقط، ولا نملك أية أداة لقصه، فلما زاد عن الشفة السفلى أصبح الأكل بوجوده معاناة، ولم يكن أمامنا من سبيل إلا القبض عليه بين الفكين وقطع ما يمكن قطعه منه،
وأما الذين لا ينطبق عندهم الفكان فليس أمامهم إلا الصبر.
ثم نزعت إدارة السجن كل مرٱة في السجن، واحتاطت فنزعت كل جسم قد يكون شبه مرٱة، فلم يكن إلى رؤية رؤوسنا ولحانا من سبيل ، وكنا نسأل بعضنا عن أشكالنا، والخلاصة أننا كنا أشباحا لا أكثر…
فلما انقضت الأشهر الأولى من الاعتقال، وصار بعضنا على مشارف المغادرة قررت الإدارة لحاجة في نفسها إجبارنا على الحلاقة وفق نمرة (صفر)، والعجيب أن بعضنا أصر على الخروج بكل شعره حتى يتمكن من التقاط صورة للأجيال القادمة تلخص المعاناة.
وهكذا كان، أما أنا فكنت من السباقين للحلاقة.
فحلقت الرأس واللحية* ولم أترك فيهما شعرة واحدة تحسبا لطول الشعر فيما بقي من أشهر في الاعتقال الإداري الذي لا نعرف متى ينتهي..
لا أعرف كيف كان شكلي حينذاك، ولكن ضحكات الشباب كانت كافية لتخيل الصورة. - *هذه كلمات أسير محرر، أما أنا فحلقت شعر رأسي وأبقيت على لحيتي؛ فصرت داعشيّا بوصف السجان لي..
اللهم صلّ على سيّدنا محمد.. - في ظل ما نعيشه من ظروف صعبة ووقائع أليمة وأحداث عظيمة وتغيرات جسيمة..
أحيلكم يا كرام إلى قصةٍ من تاريخنا الماضي وما أشبهها بيومنا الحاضر..
قصة التتر وما أدراك ما التتر..
شخصيات دموية خيانات داخل الصف سحق لبلاد الإسلام سقوط الخلافة العباسية نعيُ الإسلام!! في كل يوم عشرين ألف شهيد! حضارة مُحيت
ثم بريق أمل في ركام الألم هذا!!
الملك المملوكي سيف الدين قطز القائد المظفر الظاهر بيبرس توحيد الأمة انكسارة تترية على الأرض الغزية وااا إسلاماااه معركة عين جالوت! نصر وفتح وغلبة إحياء الأمة بعد مواتها -
سمعت صوت الأخ أحمد مكي لأول مرة بعد اعتقاله وبعد جهد جهيد لمدة ٢٠ ثانية! فقط قال أنا بخير صلاة وقراءة قرآن ثم انقطع الاتصال.. أسأل الله أن يفك كربه صوته متغير جدا اتهموه بتهم يعلمون جيدا أنها باطلة لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل. لا بأس... السجن مدرسة الأنبياء وأتباعهم ويا سعد من كانت تهمته تمسكه بدينه أو نصرة قضايا المسلمين في أكناف بيت المقدس.
وضعه مازال على حاله مازال التمديد قائم من أول عرض على النيابة مددوا له ٣ أشهر وهو الآن في فترة روتينية تسمى اعتقال على ذمة التحقيق دون محاكمة دون محامي دون أي شيء.