- أَتقدَّمُ إليكَ أن لا تَدع الكتابةَ ليلةً واحِدة، طالِبًا الإبانةَ عن نَفسك علىٰ صُورةٍ من الصُّورِ؛ فإنَّ هٰذا خَليقٌ أَن يشحَذ ما كَلَّ من بيَانِك، وأن يَصقُل ما أخذَهُ الصَّدأ من نفسِك، وأَن يُحيي ما هَمَد من نَار هِمَّتك، فافعل غيرَ متطلِّبٍ عن غايتك عُذرًا.
لا تجعل هذه الجراح تكسر ظهرك، لا تيأس، ولا تستجب لرغبة عدوك في هزيمتك، أنت الكنز من بين هذا الغثاء فلا تنكسر ولا تسقط، هذا زمن اليقين والصبر والثبات والعمل؛ فلا تشكّ في وعد الله وقدرته وعظمته وتدبيره وحكمته.
- التّوكل على الله، واستشعار معيته ومعونته لك سبحانه تسليك وإن كنت وحدك، تستشعر قربه منك في كل خطوة فتلين الصعوبات في طريقك، ويزداد صبرك ويقينك بالله ورضاك بقضائه مهما كانت النتائج.
- لا زلتُ أتعجّبُ وأنا أتأمّلُ الآياتِ كلّ مرّة، وأتساءلُ في نفسي هل من دينٍ ينتبهُ لتفاصيلِ الشّعور كالإسلام! " ألَّا تحزني "، كم هي رقيقةٌ تلك الحُروف، أيّ دفءٍ تحتويه آياتُ كتابِ ربّنا، أي طُمأنينة تعادلُ طمأنينة تدبّره وتلاوته!
- عَن سالِم بنِ عبد الله، قال: كان مِن دُعاء رسُول الله ﷺ: «اللّهُمّ ارزُقنِي عَينَين هَطّالتَين، تبكِيَان بِذرُوفِ الدّمُوع، وتشفِيَانَنِي مِن خشيَتِك مِن قبل أن تكُونَ الدّمُوعُ دمًا، وَالأضرَاسُ جَمرًا.»
- يا صاحبي المُحاول! إياكَ أن تبرح ثغرك، لا يؤتىٰ الإسلام من قِبلك، إخوانك يذبحون ويحرقون ويقطعون ويُهجّرون، وأنت قاعدٌ لاهٍ تشتكي! أعيذك باللّٰه من وهمِ الهمّ وما في قلبكَ شُعلة تغييرٍ وخُطوة عمل، أعيذُ باللّٰه قلبك من أن تفتر عزيمتُه فلا يكونُ من أهل الصلاح والإصلاح! عُمرك أيام يا صاحبي وستمضي، فلا تجعلها تمرّ دون أثر يخلّد ذكرك.