"دين" بشار الأسد
في يوم سقوط النظام، أرسل لي الصديق والأستاذ العزيز خالد الشاطر رسالة قال لي بها: "هل تعلم لماذا سقط النظام؟، لأنه كان يقول للناس إنه ربهم".
تأملت بهذه الفكرة، ووجدت فعلا أن مستوى بشار الأسد، إذا تحدثنا علميا، يقع في مستوى مختلف تماما يعلو كل مستويات الاستبداد (السلطوية/ الدكتاتورية، حكم الفرد، الطغيان) هو الفرعنة: "أنا ربكم الأعلى".
لا نحتاج أن تحدثنا ليزا وادين عن "عبادة الفرد" التي أسس لها حافظ الأسد، فنحن نعرفها من الأصنام الموزعة في كل أنحاء البلاد، ووززع لها الصور لتصبح ذاتا كلية الوجود تبعث الخوف على يد زبانية النظام الذين يسألون المعتقلين: بشار ربك ولاك، ويعتقد سجّانوه، كما تروي كل الشهادات والروايات، أنهم يحيون ويميتون في الجحيم الكبير التدمري/ الصيدناوي، أو الجُحُم الصغيرة في الفروع الأمنية، وصولا إلى العبارتين الشهيرتين اللتين ترسّخان النظام: الألوهية بـ"حافظ الأسد إلى الأبد"، والربوبية بـ"الأسد أو نحرق البلد".
لذلك لم يصدّق أحد بداية "الخروج" على النظام بالثورة، بلعن روح الأسد وأبده، ناهيك أن نصدق اليوم أن هذا النظام قد سقط حقا، النظام الذي تألى على الله، عز وجل، وتحدّاه، فكُبت كما كُبت الذين من قبله، وأحرقه في الدنيا كما سيحرقه في الآخرة، فما كان ربك نسيا، محققا وعده لعباده حقا على نفسه: "كان حقا علينا نصر المؤمنين".
آمنّا وصدّقنا يا ربّ.
عبيدة عامر
https://t.center/drwasfy