مهمّ وخطير...
دأبتُ منذ سقوط نظام الأسد على مطالعة حثيثة لمواقف المسؤولين الإيرانيين، وكيفية تغطية الصحافة الإيرانية للثورة السورية وسقوط نظام للأسد الإجرامي. ولعلّ اللافت فيها هو تركيز المسؤولين الإيرانيين والصحف المقرّبة من النظام الإيراني على أمور عدة أهمّها: توقعاتهم بتدهور الأوضاع الأمنية في سوريا، واشتعال الحرب الأهلية والطائفية بين السوريين، وتردّي الأوضاع الاقتصادية،والأخطر هو توقعهم بعودة تنظيم داعش إلى الظهور، والخلاصة إنهم سيندمون على إسقاط النظام ويتحسّرون على الحقبة السابقة.
وأقول: إن من يعرف طبيعة النظام الإيراني يعرف تمامًا أن هذه التنبؤات ليست توقّعات أو تحليلات بل هي برنامج عمل ذلك النظام الإيراني بعد هزيمته الإستراتيجية القاصمة في سوريا ولبنان و...، فإيران لن تستسلم بسهولة، وستفعل المستحيل لاستعادة بعض ديونها التي ضاعت بسقوط الأسد، واسترداد كرامتها وشعاراتها التي اندثرت، وهي تعلم أنّ ما لم تٌنفذ بسرعة ذلك المشروع التخريبي في سوريا، كما فعلت في العراق، فإن البديل سيكون سقوط النظام الإيراني على يد الإيرانيين أنفسهم.
وفي ظل هذه التهديدات يتحتّم على الدول العربية وعلى رأسها السعودية وقطر والإمارات وغيرها المسارعة إلى مدّ يد العون إلى الشعب السوري في كافة المجالات، وخاصة الاقتصادية، للخروج من تحديات هذه المرحلة الفاصلة. ولعله لا يغيب عن تركيا ضرورة تقديمها جميع المساعدات الأمنية للسوريين لإفشال الخطط الإيرانية وأذرعها التخريبية، ولا سيما أنها، أي تركيا، متهمة من إيران بتدبير إسقاط الأسد وضرب النفوذ الإيراني الذي عملت عليه في سوريا طوال عقود...
وأما الشعب السوري الحرّ فهو صاحب القرار الأول والأخير في الحفاظ على ثورته ومنجزاتها العظيمة...
أقول هذا "ولا غالب إلا الله"...
المختص بالشؤون الإيرانية : مصطفى بكور.
https://t.center/drwasfy