"من رحمة الله بنا أن جعل القرب منهُ يسير جدًّا؛ لأنّه الأعلم بمدىٰ هشاشة الإنسان وضعفه، ولأنّه يدري سبحانه مدىٰ حاجتنا للاستناد إلىٰ جداره المتين، فسخّر لنا سبحانه ألّا نحتاج أن ننتظر عامًا كاملًا حتّىٰ يجيء رمضان جديد فنحدّثه، ولا نقلق لارتقاب انتهاء كلّ أسبوع لتأتي الجمعة فنختلي به، ولا حتّىٰ نضطرّ للتوقيت لساعة مُحدّدة من اليوم إن فوّتناها كان علينا الانتظار يومًا آخر، لطالما كان الأمر أسهل، والدينُ أيسر، والله أقرب، واللّجوء والرجوع أبسط، إذ أوجد الرحيم واحات كثيرة ومتناثرة ومُتقاربة في صحراء اليوم الواحد، بدءًا من الدقائق بين الأذان والإقامة، ومواطن السجود، وأوقات المطر، وساعات الصيام، حتّىٰ الثُلث الأخير من اللّيل، بل إنّ الأمر أيسر بكثير، لا حاجة للواسِطات ولا للأحجبة؛ الأبواب مُشرّعة، والنوافذ مفتّحة، والقبول المستمّر هو سِرّ النجاة للقلوب المتخبّطة بين التيه والسكينة. "🩵