مآذن الشـام تبكـي إذ تعانقـني و للمـآذن.. كالأشجار.. أرواح للياسمـين حقـوقٌ في منازلنـا وقطة البيت تغفو حيث ترتـاح طاحونة البن جزءٌ من طفولتن فكيف أنسى؟ وعطر الهيل فواح هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاح؟
ولعلّني رُغْمَ احتياجيَ أنْطَوي وألوذُ بالصلواتِ والخلواتِ النَّاسُ تهجرني لعيبٍ واحدٍ والله يقبلني على عِلّاتي نسّقت ألف قصيدة في فهمهم والله يعرفني بِغير لُغاتِ الناسُ عن وجعي ستغمض عينها والله داوَى موجعي بأناةِ في قُربه كُل المخاوفِ تَنجلي في حُبّه أحببت حتمًا ذاتي'
وأغارُ من ثغرٍ يُنادي باسمِها حتَّى وإن قصد المُنادي غيرَها وأغارُ ممَّن يكتبون قصائدًا فيها، وصوفٌ قد أبانت سِرَّها وأغارُ من أهلِ القبيلةِ كلِّهم كانوا لها عند الشَّدائدِ ظهرَها وأغارُ من مِرآتها فهيَ الَّتي قد أبصَرت كل الجَمال فسَرَّها
"لن أخشى ندوبك أعرف، إنّه أحيانًا يُصعب عليك أن تدّعني أراك بكامل تصدّعك لكن تأكد، في الأيّام التي تحترق فيها أكثر من شمس أو اللّيالي التي تنهار فيها على حجري وجسدك مفكّك في ألف سؤال أنت أجمل ما رأيت أبدًا، سأحبّك وأنت يوم هادىء وأحبّك وأنت إعصار"
"يَبْدُو كمَن يحتسي في صمتِهِ قلقَهْ هل يشتكي جُرحهُ أم يشتكي أرقَهْ؟ يَبْدُو سقيمًا ولا يبدو به أثرٌ لسُقمِهِ غير أنّ الحُبّ قد سحقَهْ صَلبًا كمَن ليس يخشى أيّ فاجعةٍ كأنّ كل الذي يخشاهُ قد لحِقَهْ وبائسًا ووحيدًا مثل مئذنةٍ في دار كُفرٍ تُثيرُ الحُزنَ والشفقه"