كنت بقرا في كتابٍ ما، أغلب حديث الكتاب عن حياة مساجين، المساجين ديل عايشين في سجن أقلّ ما يُقال عنّه إنه سيء، وطول فترة قرائتي بقول ديل ما عايشين أساسًا بل في عِداد الموتى ومستحيل سجنهم ده يبقى أسوأ من كدة!
حصل في يوم إنّه الحمامات طفحت _ أكرمكم الله_ وبقى الوضع أسوأ وكأنه جحيم، واستمرت في طفحها ده لأيام مع العلم إنّ الحمام جوّة مهجعهم ذاته، يعني حيكونوا مع القاذورات ينوموا فيها وياكلوا فيها..
في قصة الحمامات دي ذكر الكاتب آية ( وإن تعدّوا نعمة اللهِ لا تُحصوها )
يتبادر في الأذهان إنه ما عندهم نعمة، لحدي ما حصل اللي حصل في الحمامات وتبيّن إنهم كانوا في نِعمة حقيقية وهي نعمة إنّ التصريف كان كويس..
الآية بالرغم من إنها بتمر عليّ مراراً وتكراراً ورغم استشعاري لمعناها، إلّا إنها في الكتاب داك تحديداً كان ليها استشعار مُختلف عن سابِقه..
على ضوء الآية ومن واقع السودان، قريت بوست لوحدة من صديقات الحساب بتحكي فيهُ عن جرائم الدعّامة في منطقتهم_ أمدرمان_ فمن ضمن كلامها إنهم كانوا بيعملوا قرعة ويحددوا بيها البيت اللي يستخدموه كإرتكاز ليهم ويطردوا أسياده، وكمان أنهم عشوائياً ومن دون ذنب بس ذنبك إنك دخلت راسهم بقتلوك أو يضربوك، وده كله عذاب في عذاب
بس اللي لو فكرّنا فيهُ حنلقاه مهما كان هو شنو فهو قدر أخفّ من قدر ونِعمة كبيرة؛ لأن ممكن يحصل أسوأ من كدة وكلنا عارفين بشاعة أفعال الدعّامة..
فاللي اتقذف بيته دي نعمة، وبيها حتكون في نِعم كتيرة قد تكون ظاهرة عياناً أو خفيّة علينا ما قادرين نشوفها بس أثرها بيظهر لقدام.
إذا كان الفرد منّا في منطقة آمنة وبسبب ضيق المعيشة والغلاء شايف نفسه في نِقمة فده مُحتاج يجيب ورقة وقلم ويحسب النِعم اللي عايش فيها وأهمّها الأمان.
واللي في منطقة اشتباكات وشايف نفسه في نِقمة فده برضو محتاج يجيب ورقة وقلم ويحسب النِعم اللي عايش فيها، واللي حتكون في هيئة أهله سالمين ما اتصابوا، اتصابوا لكن ما ق.تلوهم، سرقوهم لكن ما مرقوهم من بيتهم، مرقوهم من بيتهم لكن لقوا بيت في نفس المنطقة يقعدوا فيهُ..الخ
_ في زمن البلاء نحن محتاجين نعدّد النعم اللي عندنا؛ عشان ما نجذع أو نجنّ أو نكفر والعياذ بالله!
حتى من غير البلاء محتاجين نعدّد النعم.
اختم بقول الرسول صلى الله عليه وسلّم:- "من صبر على بلائه سبع سنين كتب له سبعون ألف حسنة، فقال رجل: يا رسول الله، ما أحد منا يصبر على بلائه سبع سنين؟ فقال: بلى، إنكم لتستعجلون الخير." [رواه أحمد]
فاستعينوا في الصبر على البلاء بعدّ النعم، ولا تستعجلون الخير فإنه آتٍ آتٍ.
💙#من_زاوية_ثانية