▪قبل أن ينتقل النبيّ إلى حضيرة القدس بثلاثة أيام أوصى الإمام (عليه السلام) برعاية سبطيه قائلا :
يا أبا الرّيحانتين اوصيك بريحانتيّ من الدّنيا فعن قليل ينهدّ ركناك والله خليفتي عليك .
ولمّا قبض النبيّ قال الإمام : هذا أحد ركنيّ الّذي قال فيه رسول الله (صلى الله عليه واله) ولمّا ماتت فاطمة قال : هذا الرّكن الثّاني الّذي قال لي رسول الله .
وآن لسيّد الكائنات أن يلتحق بالفردوس الأعلى مقرّ الأنبياء والأوصياء
فقد وفد عليه ملك الموت فاستأذن بالدخول عليه فأخبرته زهراء الرسول بأنّه مشغول بنفسه عنه فانصرف وبعد قليل عاد طالبا الإذن فأفاق النبيّ وقال لبضعته : أتعرفينه؟.
قالت : لا يا رسول الله . قال : إنّه معمّر القبور ومخرّب الدّور ومفرّق الجماعات وذهلت حبيبة الرسول وقدّ قلبها واندفعت تقول :
وا أبتاه! لموت خاتم الأنبياء وا مصيبتاه! لممات خير الأتقياء ولانقطاع سيّد الأصفياء وا حسرتاه! لانقطاع الوحي من السّماء فقد حرمت اليوم كلامك .
وتصدّع قلب الرسول وذابت نفسه وراح يسلّي زهراء قائلا : لا تبكي فإنّك أوّل أهلي لحوقا بي .
- وأذن النبيّ لملك الموت بالدخول عليه ولمّا مثل أمامه قال له :
- يا رسول الله إنّ الله أمرني أن أطيعك في كلّ ما تأمرني به إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها وإن تأمرني أن أتركها تركتها .
- قال له النبيّ صلى الله عليه واله : أتفعل يا ملك الموت ذلك؟.
- بذلك امرت أن اطيعك في كلّ ما أمرتني .
📕 المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل : ج2, ص92-95. المؤلف : باقر شريف القرشي