لم تكن صفية تبالي لولدها الزبير إذا سقط من على ظهر الفرس ..
ولم يكن يأكل الخوف قلوب العرب وهم يرسلون أولادهم إلى البادية بالشهور والسنين ..
ولم يكن بقاء الولد وحده مع الغنم ليالي في وديان مكة يؤلم نفس أبيه ..
ولم يكن خروج الشباب اليافع إلى التجارة والصيد وتسلق الجبال الشاهقة يجعل أمهاتهم يَمُتن رعبًا ..
لذلك لما جاء الإسلام صادفت قوته الروحية = قوة بدنية خرج رجاله بهما فلم يعودوا إلا بمُلك كسرى وقيصر !!
ما أحوجنا إلى أم مثل صفية تربي ولدًا مثل الزبير !!
إذا تمايل عدلته، وإذا تمايع نهرته، وإذا نسي ماضيه التليد ذكرته وأدبته ..
ثم واشوقاه لأبٍ أسدٍ يربي شبلًا لا نعامة، وبطلًا على الرجولة والاستقامة ..
فالأمة مقدمة على مرحلة لا يصلح معها المخنث، ولا صاحب الاسم المذكر والفعل المؤنث ..
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ..