النيَّةعوِّد نفسكَ دائمًا على أن تفعلَ كل شيءٍ لله، فإذا أحبَّت أحبَّت لله، وإذا كرِهتْ كرِهت لله، وإن عمِلت عمِلت لله، وإن قَامت قَامت لله، فصارَ بذلك كلُّ شيءٍ لله، وسَكِنتْ نفسُك وطابتْ بالله، وارتاحت من عناءِ الانتظارِ والمقابل؛ فلا يُحزِنك تأخرُ أجركَ ولا سعيكَ، فقلبُكَ يوقِن أن الله يرى، اللهُ يعلمُ وهذا يكفي.
فإذا أقبلَ المرءُ على أمرٍ ما، سألتهُ نفسهُ: (لِمن هذا؟) قالَ: (هذا لربِّي)، ثم قالَ: (بسمِ الله، إنهُ لكَ وإليكَ، فبارك ياربِّ وزِد).
وأصبحَ يومهُ كلهُ مليئًا بالبركةِ والإنجاز، وعدّاد حسناتهِ غير منقطِع؛ فجلوسهُ بأجرٍ، وحديثهُ بأجرٍ، ونومتهُ بأجرٍ، وطعامهُ بأجرٍ، وشرابهُ بأجرٍ.
كلُّ شيءٍ يفعلهُ في يومهِ ينالُ عليه أجرًا، وكلما تعددتُ النوايا اِزداد الأجرُ، فتضعُ لكلِّ عملٍ تفعلهُ خمسَ نيات، فإن شئت فزِد عليهم بخمسٍ ثمَّ بعشرٍ، وهكذا تكونُ حياتك كلُّها لله!
كما أن النيَّة هي روحُ العملِ، فمن أبلغِ ما قيلَ عن النِّيَّةِ قول شيخِ الإسلامِ ابنُ تيمية رحمهُ اللهُ: (إنَّ النِّيَّةَ لِلعَمَلِ كالرُّوحِ للجَسَدِ)؛ فالجسدُ لا يصلِحُ بلا روحٍ، وكذلك العملُ بلا نيَّة، وقول الرسول الله ﷺ: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ مَا نَوَى".
واِعلم يا أخيَّ.. ما كانَ للهِ دامَ واتصل، وما خابَ سعيٌّ كانَ مقصدهُ الله.
بقلم: هجيرة
٢٧ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
٢٩ تشرين الثاني ٢٠٢٤ م
#أسنة_الضياء@AsennatAdiyaa