مرَ وقتٌ طويلٌ مذ إلتقينا على حافة كلمة، نحنُ حتى لا نُلقي على بعضنا السلام، أما أنا فألقي عليك صلواتي و أعيذك مِن هذا العالم الوضيع و المتسخ بالمرضى و الحمقى و متصنعوا الدهاء، و قاذورات العقول البشرية.
هذهِ الأيام يا جميلة الفصول لا أُحبذ حتى الكلام إلا أنْ ما تُحدِثه تِلك الابتسامة الشقية و نظرة تلك العينين في شغافي تُنطِق الأبكم، و أخرجتني اليوم عن صمتي الطويل بهذا الكلمات الركيكة و الباهتة.
ألجأتني الأيام إلى الكثير من السماع، لن تستوعب فطرتك أنَّ تسمع أن أخا يوسفٍ يكون ضحية و مستمرٌ في ذلك بوقاحة!، و لا أنْ تدرك أن هذا الزمان بالمقلوب، يسفهون عقلك حتى تصمت من سفه نقاشهم و خطاباتهم، كُلهم ضحايا لكن لدناسة قلوبهم ليس إلا.
حتى و إنْ إنعدمت إليكِ الوسيلة فلن تنعدم الحيلة، و ليس لدي الكثير لأقولهُ ولكن هناك الكثير لأفعلهُ، كُل شي متراكم على هذا الكاهل الأحدب، و كل الاشياء تحاول إيقاف العجلة عن الدوران بإلحاح، و لكنها لن تتوقف إلا أن تنكسر أو أن تصل.
#ع_أ