طوال الوقت كنت وحيداً، في دروب الحياة
أهزم، أتعثر، وأتألم، بدون شهود أو رفاق
أحمل أثقال السنين على عاتقي، وأمضي
لكن لا أحد يراني، ولا يسمع الأنين العميق
كل يوم يمر كأنما شبحاً يخيم، على صدري
أكافح وحدي، بين أمواج الحزن والفرح القليل
أجاهد أن أكون قوياً، لكن قلبي يئن بالداخل
كيف للألم أن يمر دون أن يشعر بي قريب أو نزيل؟
أنظر حولي، الدنيا تمضي، وأنا في مكاني
كأنما الزمن يخونني، والماضي يتكرر بلا أمل
أعبُر جسر الأحزان، أرى الفرحة من بعيد
وأظل في معاناتي، بلا رفيق أو حلم يستنزل
في الليل حين يغيب الناس في نومهم
أبكي بصمتٍ، وأهدهد نفسي بنفسي
كل جرح، كل ندبة، هو عهد قديم
أن الفرح لا يستحق لمن لا يملك الأسباب
تعثرت كثيراً، والتفت من الألم
لكن لم يمتد لي يد، ولا سمع أحد صوتي
وكيف يسعون لمن لا ينبض قلبه بالسلام
في عالمي المليء بالصدى، أصبح متعودا
آه، يا لحظاتي التي ضاعت في الظلمة
أحلم باليوم الذي يأتي فيه النور، يعيدني
أن يشرع الأمان بابه، وتفتح الحياة ذراعيها
فلا أشعر بعد الآن أني وحدي في طريقي