*بدأت ساعات الدعاء!*
هل نتصور هذا المشهد:
*صلى رسول الله ﷺ يوم عرفة* حين زالت الشمس الظهر والعصر جمع تقديم، ثم أتى الموقف فاستقبل القبلة، *فلم يزل واقفاً رافعا يديه يدعو الله حتى غربت الشمس!* كما في [صحيح مسلم] وغيره.
*ما يقارب 6 ساعات يدعو الله!*
قال رسول الله ﷺ : *(( ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ ))* [رواه مسلم: (١٣٤٨)].
وقال رسول الله ﷺ : *(( خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي : " لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وحدَهُ لا شريكَ لَهُ ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ ، وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ " ))* [رواه الترمذي: (٣٥٨٥)] وحسّنه الألباني.
*إشارة مهمّة/ دعاءُ عرفة نوعان:*
*دعاءُ ثناءٍ وتمجيد* بتكرار كلمة التوحيد، *إخلاصًا لله تعالى* وصِدقا وحُبًّا وافتقارًا وانقيادًا...
*دعاءُ سؤال وإلحاح* بطلب العفو والمغفرة، ورفع الحاجات والرغبات لك ولأحبابك والمسلمين...
قال عطاء -رحمه الله- : *« إنْ استطعتَ أن تخلُوَ بنفسك عشيّةَ عرفةَ فافعل! »* [الحلية: (٣/٣١٤)].
قال ابنُ عبد البَّر -رحمه الله- : *« وفي الحديث دليلٌ على أن دعاء يوم عرفة مجاب كله في الأغلب، وفيه أيضا أن أفضلَ الذِّكر "لا إله إلا الله" »* [التمهيد: (٦/٤١)].
يقول أحد الفضلاء : *« ما دعوتُ دعوةً يوم عرفة وما دار عليها الحَول إلا رأيتُها مثل فَلَقِ الصبح! »*
*وصيّة جليلة عظيمة :*
يقول النووي -رحمه الله- : *( فهذا اليوم أفضل أيام السَّنة للدعاء، فينبغي أن يستفرغ الإنسان وسعه في الذكر والدعاء ،*وفي قراءة القرآن ، وأن يدعو بأنواع الأدعية ، ويأتي بأنواع الأذكار ...
ويدعو لنفسه ، ووالديه ، وأقاربه ومشايخه ، وأصحابه ، وأصدقائه ، وأحبابه ، وسائر من أحسن إليه ، وجميع المسلمين ، *وليحذر كل الحذر من التقصير في ذلك كله! فإن هذا اليوم لا يمكن تداركه...*
ويلحّ في الدعاء ، ويكرره ، ولا يستبطئ الإجابة ، ويفتح دعاءه ويختمه *بالحمد لله تعالى والثناء عليه سبحانه وتعالى ، والصلاة والتسليم على رسول الله ﷺ ،* وليحرص على أن يكون مستقبل الكعبة وعلى طهارة ) [الأذكار: (١/١٩٨)].