{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} هذه الكلمة هل هي تساوي كلمة: [كل واحد يمشي على رأيه واجتهاده ونظره]؟ هل هي سواء مثل كلمة: [الرأي والرأي الآخر]؟ هي سواء؟! ليست سواء، كلمة: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا} تختلف اختلافا كبيراً عن كلمة: حرية الرأي والرأي الآخر، عن كلمة: حرية الاجتهاد، تختلف اختلافاً كبيراً. تلك تبني أمة وتوحدها، وهذه تمزق أمة وتشتت صفها.
نحن في وضعيتنا هذه - وهذا هو السؤال الأول، وكل واحد سيعرف الإجابة تقريباً - إلى أي شيء نحن محتاجون؟ إلى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا} أو إلى العناوين الأخرى: حرية الاجتهاد، وحرية الرأي والرأي الآخر، وحرية التحزب؟.
ما الذي يمكن أن يجعلنا أقوياء في مواجهة أعدائنا؟ هل أن نكون على النحو الأول: معتصمين بحبل الله جميعاً، غير متفرقين، أم أن نكون فِرَق، آراء متباينة، فرق متعددة، أفكار متعددة، كل واحد يعرف، بل كل واحد من الناس، حتى نعرف أننا أحياناً نرضى لديننا بالشيء الذي لا نرضاه لقبيلتنا، أي شيخ في القبيلة، أي إنسان عاقل في قبيلة يقول للقبيلة: المجال مفتوح، الرأي والرأي الآخر، وحرية الأشوار، وكل واحد يمشي على ما طلع في رأسه؟!.
هل هذا مسموح؟ أو أن الناس دائماً يقولون: [ما جهدنا نكون رجال إلا إذا كلمتنا واحدة] ما الناس هكذا يقولون؟ [إذا ما كلمتنا واحدة، إذا ما معنا شور واحد، إذا ما انطلقنا انطلاقة واحدة ما احنا معتزين في موقف، ولا احنا واقفين موقف يشرف] ما هكذا منطق الناس؟.
#السيد_حسين_بدرالدين_الحوثيملزمة الإسلام وثقافة الإتباع ص7