دع المقادير تجري في أعنّتها ولا تبيتنّ إلا خاليَ البالِ ما بين غَمضةِ عَين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حالِ أخرج البخاري (1875)، ومسلم (1388) ‌ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «تُفْتَحُ ‌الشَّامُ فَيَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ قَوْمٌ بِأَهْلِيهِمْ يَبُسُّونَ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ تُفْتَحُ الْيَمَنُ فَيَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ قَوْمٌ بِأَهْلِيهِمْ يَبُسُّونَ وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ يُفْتَحُ الْعِرَاقُ فَيَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ قَوْمٌ بِأَهْلِيهِمْ يَبُسُّونَ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ». *اللفظ لمسلم*، ولفظ البخاري: «تُفْتَحُ الْيَمَنُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ يُبِسُّونَ، فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَتُفْتَحُ الشَّأْمُ.. بتقديم فتح اليمن على الشام، قال ابن بطال في شرح البخاري: وفيه برهان جليل بصدق الرسول في إخباره بما يكون قبل وقته، فأنجز الله لرسوله ﷺ ما وعد به أمته فَفُتحت ‌اليمن قبل الشام، وفُتحت الشام قبل العراق وكمل ذلك كله. اهـ *ونستبشر في الفتح الثاني برواية مسلم التي فيها تقديم الشام على اليمن*، وارتباط الشام باليمن في كلامه ﷺ متلازم، ومن ذلك قوله ﷺ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ‌شَامِنَا وَفِي ‌يَمَنِنَا»، وقوله ﷺ: «سيصير الأمرُ إلى أن تكونوا جنُوداً مُجنَّدةً، ‌جندٌ ‌بالشام، وجندٌ باليمن، وجندٌ بالعراق»، وقوله ﷺ: «سَتَخْرُجُ ‌نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ أَوْ مِنْ نَحْوِ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ تَحْشُرُ النَّاسَ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «‌عَلَيْكُمْ ‌بِالشَّامِ». وقديما قيل: ما أمسى في الشام أصبح في اليمن؛ فاللهم عجل بزوال الرافضة الحوثيين وزلزلهم واخمد فتنتهم، ووحد قلوب اليمنين على قتالهم، ودحرهم. أبو مصعب حسين بن أحمد بن علي الحجوري ٧ /جمادى الآخرة/ ١٤٤٦هـ يوم الأحد