الإغتراب الداخلي مِن أخطر انواع الإغتراب، أن تكون متأكداً من أنك غير متوافق مع محيطك الإجتماعيّ فكراً وشعوراً وأشخاصاً، أن تعيش في قوقعتك الخاصة؛رغم إختلاطك وإحتكاكك مع كثيرين مِن حولك، لكنّك في النهاية تعود لزاويتك الداخلية، مهما طالت مُدّة الإختلاط؛ومهما كان تأثيره أو نوعه.
تأتيك لحظات تكون فيها مهيأ ومستعد للتنازل عن كل شيء و أي شيء كأنك بوابة المغادرون .. أو كأنك ذاك التمثال الجالس على المقعد الذي يجلس بجانبه السياح لالتقاط الصور والرحيل سريعاً .. فلا تجزع من هذا الشعور ولا تلم نفسك بالمره فكل الذي فعلته بالحقيقة هو أنك لم تتمسك بأحد .. و سئمت من التمسك بأنصاف الأشياء .. أطلق يدك للريح ودع الذاهبين للذهاب فلقد كان قدرهم القديم هو الرحيل لكنك عبثت بهذا القدر بسحرك .
سيظل الخوف موجوداً على الدوام، بوسع الانسان أن يهدم كل شيئ في نفسه: الحب، الإيمان، الكراهية، وحتى الشك، لكنه مهما امتدت به الحياة لن يستطيع أن يهدم الخوف.
تظل حائرًا، تتسائل، في أي جزء من حياتك بالضبط أخطأت؟ أنت الذي لطالما آمنت بأنك -ومن شدّة حذرك- تسبق الناس بخطوة، لتكتشف متأخرًا بأنك تركض بالاتجاه الخاطئ.
كانَ ينبغي عليّ أَن أَجدكَ منذُ مدةٍ في غيرِ هذا الوقت في غيرِ هذا المكان قبلَ أن نهلك قبلَ أن تجرفَنا التجارب قبلَ أن تُسلب منا ونصبِح خائفين مُترددين في خُطانا، مُنهكين لا نملك الطاقة لنحمِلَ أنفُسنا يائسينَ مِن كُل شيء حتى مِن الحب.
"ياربّي لا تؤاخذني إن أسرفت التمعّن في النّواقص، إن أفسدني الترف فاعتدت النّعم، ياربّي خيرك سابغٌ عليّ، ونعمك لا أكاد أحصيها، فاللهُمَّ لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه".
"ما أسعى إليه هو الخفة، ألّا يكون في قلبي ندم، ولا في عينيَّ الطرق التي أخترتُ عدم المشي فيها، ولا في ذاكرتي قصصٌ بنهايات مبتورة، ولا في يديَّ أشياء لا أبالي بها."